استخدام مصطلحات إسلامية معينة
فترة الاصدار: 25 أكتوبر 2009, 22:43
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كتبنا مرارا حول المحاولات العديدة لنشر التشويش والإرتباك بين المسلمين المتحدثين بالروسية، خصوصا بما يتعلق بمجاهدي القوقاز بعد إعلان الدولة الإسلامية.
كما عبرنا مرارا إستغرابنا بأن هذه الجهود تكون ليس فقط من "مدعي السلفية " و"مدعي الصوفية "، و"مدعي الإخوان المسلمين"، ولكن كذلك من أشخاص كانوا سابقا بين المجاهدين.
لحسن الحظ، والحمدلله، هذه المحاولات تظل محاولات، لأنه بحمدالله، الحق أصبح الآن أوضح لأي شخص مخلص. لذلك، أولئك الذين يريدون أن يخدعوا، نجحوا في خداع أنفسهم وبدون مساندة أولئك المثيرين للمشاكل.
مع ذلك، نحن نؤمن أنه من الضروري الإستمرار لتوضيح وجهة نظرنا حول بعض القضايا المثارة، لأنه يخدم هدف أنصار الحق ليجادلوا عن موقفهم في المناقشات التي لا مفر منها مع جميع أنواع الإنهزاميين.
المواد المقروءة على مختلف المواقع الإسلامية والقريبة من الإسلامية، إضافة إلى التعامل مع بعض الإخوة، لقد لاحظنا مؤخرا بأن المجاهدين، وبالتحديد، مصادر معلوماتهم، إنتُقِدت لإستخدامها مصطلحات كـ "شهيد"، و"مرتد"، وما إلى ذلك. هؤلاء المنتقدون يقولون: "كيف يمكن أن نقول بأن هذ ا وذاك المجاهد شهيد! أو هذا أو ذاك الشرطي "مرتد"! من الذي يعرف الذي في قلوبهم؟ بعد قول "شهيد"، هذا يعني بأننا ندعي بأن ذلك الشخص هو في الجنة، وبتسمية الآخر مرتد، أننا نجزم بأنه مخلد في النار!"
بصراحة، حتى الآن لم نواجه بأقوال كتلك من أشخاص منخرطين مباشرة في الجهاد. ولكنها تبدو مثل محاولات ضعيفة لإتهام المجاهدين بالجهل بالإسلام.
لذلك سنحاول أن نوجه الأسئلة حول هذا وما شابهها من المصطلحات بتعمق أكثر.
أولا، كونوا واعين بأن جميع الكلمات في علم المصطلحات الإسلامية تحمل حكما شرعيا. مثلا، كلمة "نجس" في الشريعة تحمل حكما شرعيا يتطلب من المرء إجتنابه، ونزعه من الجسم والثياب، وتنظيف مكان الصلاة، إلخ.
ثانيا، هذه الأحكام الشرعية قد تكون على صلة بهذه الحياة الدنيا، أو الآخرة، مثلا، لا يمكن أن نسمي شخصا زانيا، بدون أربع شهود، حتى لو كان معلوما للجمهور بأن فلان وفلان هم زناة. ولكن، مع غياب الشهود الأربعة في هذه الدنيا لن تنقذه من عقوبة الزنا في الآخرة، ليحفظنا الله من مثل ذلك.
الآن ننظر لإستخدام كلمة "شهيد" لمسلم قتل في حرب ضد الكفار.
معارضي مصطلح "شهيد" بخصوص شخص معين، يقولون بأنه لا يجوز أن نقول بأن فلان في الجنة. حتى أن الإمام البخاري سمى كتابا كاملا في صحيحه "باب لا يقال فلان شهيد". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ".
كما تعلمون، بمصطلح "الشهيد"، تتصل الأحكام الشرعية للدنيا بالآخرة. بما يتعلق بالآخرة، الأمان من عذاب القبر، والمغفرة من جميع الذنوب من أول بثقة من دمه، وبقاء الروح في جوف طير في الجنة إلى يوم الدين، وأعلى منزلة بعد الأنبياء، وحق الشفاعة، وحق الإثنان وسبعين من الحور العين إلخ . , كما ذكر في القرآن والحديث الصحيح.
ولكن، كل هذه الإيجابيات إضافة إلى الموت في نشاط عسكري، كذلك يتصل بصفاء نية الشخص، التي لا يعرفها إلا الله وحده.
بما يتعلق بأحكام الدنيا, من المعلوم بأن جسد الشهيد لا يغسل، ولا يكفن، ولا تغسل جراحه، ويدفن في تلك الحالة، كما كان عند موته. ووفقا لمعظم الفقهاء، لا يصلى عليه. هنا، كما يبدو، من المستحيل أن تسمي شخصا معينا شهيدا - لأن هذا الشخص المعين ليس "شهيدا" بالمعنى العام.
ولكن، نحن لم نلق أيَّ مسلم، الذي بتسميته شخصا شهيدا قصد أن الجنة مضمونة له. إضافة إلى ذلك، بعض الإخوة يفضلون أن يقولوا "الشهيد إن شاء الله"، بذلك يعترفون بأن القرار عند الله سبحانه وتعالى.
من ناحية أخرى، على أساس هذا المنهج نحن نحاول أن نجنب أنفسنا - كما يفعل البعض بالفعل - من تسمية المسلم الذي يقاتل الكفار "مجاهد"، " اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ!" وحتى منع تسمية المسلم مسلما، ماذالو كان منافقا !؟
بإستخدام الحجج ذاتها، يبدو لنا، نستطيع أن نوضح الوضع مع "المصطلح "مرتد" بخصوص الموظف في "تطبيق القانون".
أولا، إنها حقيقة لا جدال فيها، كالإيمان، تتجلى في النية، والكلمات والأفعال، وهذه إحدى أسس أهل السنة والجماعة.
ثانيا، المشاركة في مجموعة، هيكل سلطة، منظمة، ويقاتل إلى جانب الكفار ضد المسلمين، هو فعل يخرج المرء من الإسلام.
من بين الأدلة العديدة الموجودة، سوف نقدم فقط كلام الله:
(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِم فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ -28- فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ -29-) سورة النحل.
يروي البخاري عن إبن عباس رضي الله عنهم: " إن ناسا مسلمين كانوا مع المشركين، يكثرون سواد المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم، فيأتي السهم يرمى، فيصيب أحدهم،فيقتله، أو يضرب فيقتل، فأنزل الله فيهم هذه الآية.
من الجدير أن ننتبه بأن هؤلاء لم يقاتلوا مباشرة ضد المسلمين، ولكن كانوا في جيش الكفار، فيكثرون أعددهم، ولكن الله إستخدم هذه الآية بصيغة تهديد، الذي يستخدم فقط للكفار "فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا!".
وإذا كان في جيش الكفار، هناك مسلم حقيقي، مثلا، عميل سري أرسل من قبل المجاهدين، ذلك الشخص - لأولئك الذين لا يعلمون حقيقة وضعه ودوره - كذلك معرض للأحكام العقابية للمرتد في الدنيا، ولكن في الآخرة تنتظره مكافأة من الله لنيته وأفعاله.
كل ذلك بسبب أن الناس يتخذون القرارات وفقا لما يرونه ومما يغلب في ظنهم، والله لا يحملنا مسؤولية أن نخترق قلوب الناس، والمخفي والواضح، جميعه سوف يتم حله في الآخرة من قبل العليم الحكيم.
والكفر بعد الإسلام يسمى ردة، ومرتد، - هي إحدى المصطلحات المستخدمة في الدنيا ضد أولئك الذي يمارسون دواعي الردة.
إضافة إلى ذلك، أولئك الذين يتمنون أن يعذروا بأخذ جانب الكفار من أجل حاجة إطعام عائلاتهم، ولم يعنوا أي ضرر للمجاهدين، دعهم يتأملون في مصير الأشخاص الذين بقوا في مكة من أجل محبة بلادهم، إحجامهم عن مغادرة بيوتهم، وترك ممتلكاتهم، والفراق عن عائلاتهم، وبعدها أجبروا على أن يذهبوا مع الكفار ضد المسلمين.
لذلك الآن، الإطفائيين الشيشان الذين يدفعون إلى الغابات لقتال "المسلحين"، أوشرطة المواصلات الإنغوش، الذين يمكن أن يكونوا أناسا متقين وطيبين الذين "لا يقومون بأي شر"، يجب أن لا تكون لديهم أية أوهام حول مصيرهم النهائي.
مسألة أخرى كثيرا ما تثار وهي إدعاء أن المجاهدين يعتبرون معصومون من الخطأ، ولكنهم يسيئون فهم كلمات الأئمة، كعبدالله بن المبارك، وأحمد بن حنبل، رحمهم الله، بأنه في حالة الإختلاف بين العلماء، يجب أن تأخذوا الرأي، التي يجمع عليها "أهل الثغور"، كالمجاهدين. (إنظروا مثلا، مجموع الفتاوى لإبن تيمية، الجزء 28، صفحة 442).
نود أن نقول، بأننا نعتبر، معيار الحق لأي رأي ليس أنه يأتي من هذا وذاك من العلماء، أو المجاهدين، ولكن موافقته للقرآن والسنة بفهم السلف الصالح.
والكلمة، في السؤال حول هذه المسألة رأي المجاهدين، يظهر فقط لنا بأنه إذا كان هناك عدة آراء حول المسألة التي لا يستطيع أن يصل العلماء فيها لإجماع نظرا لقلة الأدلة الحاسمة، عندها الرأي يكون لأولي الأمر (الأمراء والعلماء)، المشاركين في الجهاد، هو المرجح.
إنظروا، مثلا، المسألة التي تثار حولها الشكوك وحتى الحنق من قبل مروجي التشكيك، ما يسمى "العمليات الإستشهادية". الشكوك المستغربة التي تزامنت بتزايد النشاط السياسي والعسكري لمجاهدي القوقاز. لذلك، فجأة هؤلاء الناس في تركيا، ومصر، وأوروبا، عرفوا بأن هذه العمليات - حرام.
بالفعل، مسألة جواز مثل تلك العمليات لها مؤيدوها ومعارضيها. موقعنا نشر عملا مترجما للشيخ سيلمان العلوان، حول هذه المسألة. وحتى بين العلماء الذين على جانب المجاهدين، ليس هناك إجماع حول هذه القضية. كل من أولئك المؤيدين المخلصين لهذا أو ذلك يقدم أدلته، ولكن يجب علينا أن نختار أحد الرأيين.
من أجل تسهيل هذا الإختيار، كلمات الشيخ أبو صير الطرطوسي ستساعد، وعلى فكرة، هو معارض لمثل تلك العمليات: "لقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " إن الله قد أجار أمتي من أن تجتمع على ضلالة"، وأكثر من يستحق من أمة محمد إجارة الله هم المجاهدين، الذي ضمن الله هدايته، كما قال:
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) 69 سورة العنكبوت.
على حد علمنا، ليس هناك أحد من المجاهدين في أي زاوية من العالم يشك في جواز وجدوى مثل تلك العمليات. وجدوى ونجاح كل عملية، هي مسألة أخرى ولكن على الأرجح، المجاهدون أفضل من يعرف كيف يكون القتال، والنتيجة بالطبع تكون من عند الله.
نسأل الله أن ينصر المجاهدين في كل العالم.
نسأل الله ن يحفظ المجاهدين من الأسر والجراح.
ونسأل الله أن يفك أسر المسلمين وأن يلطف بحالهم.
والحمدلله رب العالمين.
زليمخان ميرجو
المصدر: HUNAFA
كفكاز سنتر