أترك أثرا
كم نحن بحاجة إلى أناس يحملون قلوبا حية رقيقة لينة ، كم نحن بحاجة إلى رجال مهما وقعوا في الزلل والخطأ يعرفون طريق الإياب والرجعة .
ولسنا بحاجة وخاصة في هذا الزمن إلى من يكابر على أخطاءه ، ولسنا بحاجة أيضا إلى أناس تحول الحق عندهم باطلا والباطل حقا والظلام نورا والنور ظلاما ، انقلبت عندهم الموازين وانتكست لديهم المفاهيم إما لشهوة أو شبهة أو عندما أبصروا لمعان الذهب وبريق الفضة .
إذا نحن بين فريقين بينهما من البون الشاسع الشيء الكثير :
شتان بين الشمس عند شروقها والشمس حين تضيفت للمغرب
فلماذا يبقى نزر من الدعاة يقبعون في زوايا ضيقة لا تسمع لهم إلا همسا ، نحن بحاجة إلى أناس يحترقن لدينهم كما الشموع لتضيء للآخرين ، بحجة إلى قوم بالليل عباد وفي النهار فرسان خيولهم مسرجة دائما كلم سمعوا دربا للخير سلكوه وكلما تهيأ لهم طريق في الدعوة عبدوه.
إن الركون إلى الدنيا جعل ثلة من المنتسبين للدعوة والخير صنفا سريع الذوبان لا يحرص على ترك أثر أو بصمة له في كل مكان ينزل فيه أو يمر به .
طوبى لمن أحسن العمل وبعدا لمن داوم على الزلل:
وفي هجر أهواء النفوس اعتزازها وفي نيلها ما تشتهي ذل سرمد
فلا تشتغل إلا بما يكسب العـــــلا ولا ترض للنفس النفيسة بالردى.
أسال الله العلي لعظيم ان ينفع بم نقلنا انه هو الوهاب