خبير أمني: أمريكا و"إسرائيل" وراء القرصنة الصومالية لضرب اقتصاد مصر
السبت 24 من ذو القعدة1429هـ 22-11-2008م
مفكرة الإسلام: اتهم خبير أمني مصري الولايات المتحدة و"إسرائيل" بالوقوف وراء عمليات القرصنة في البحر الأحمر التي تزايدت بشكل دفع العديد من شركات الملاحة العالمية إلى تجنب العبور من قناة السويس، واستخدام طريق رأس الرجاء الصالح.
وقال صلاح الدين نبوي، الخبير الأمني والمتخصص في شئون الملاحة البحرية: "أعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان وراء تزويد القراصنة الصوماليين بالأسلحة الحديثة والزوارق وأجهزة الكمبيوتر الموصلة بالأقمار الصناعية".
وأضاف: "إن واشنطن تهدف من ذلك إلى إيجاد حالة من الفوضى في منطقة القرن الأفريقي لتحقيق أهداف سياسية، فيما تسعى إسرائيل إلى التأثير على حركة المرور بقناة السويس لضرب مصر اقتصاديًا، على اعتبار أن هذا الممر الملاحي الحيوي يشكل ثاني أكبر مورد للدخل للحكومة المصرية".
وأردف نبوي: "القراصنة الصوماليون يتمركزن في مناطق غير مأهولة بالسكان على الساحل الصومالي المطل على البحر الأحمر، حيث يكمنون للسفن العابرة، مزودين بأجهزة "لاب توب" موصلة بالأقمار الصناعية، يقومون من خلالها برصد السفن القريبة منها، ومن ثم اختطافها في عرض البحر، بغرض الحصول على الفدية، مقابل الإفراج عن أطقمها، والسماح لها باستئناف رحلتها".
خطورة القرصنة على دخل قناة السويس
وبحسب صحيفة المصريون تابع الخبير الأمني: "إن القراصنة الصوماليين الذين حولوا سواحل بلادهم إلى مصيدة للسفن العابرة يستخدمون قوارب حديثة مزودة بأحدث الأسلحة ويجبرون السفينة على التوقف من أن يصعدوا على سطحها ويقودها إلى مكان غير معلوم على السواحل الصومالية".
وحذر من أن دخل قناة السويس الذي يصل إلى 4.2 مليار جنيه سنويًا، وهي الممر الملاحي الذي تمر عبره 7.5 % من حركة التجارة الدولية، سيتأثر إذا استمر القراصنة في اصطياد السفن المارة في البحر الأحمر وسيقل الدخل إلى الربع وربما أكثر".
وفي سياق متصل قال الدبلوماسي شريف شرباصي: "منذ سقوط نظام حكم الرئيس الصومالي سياد برى عام 1991، والقراصنة يضعون أيديهم من دون منازع على الساحل البالغ طوله 3700 كم، ويصعب على دولة تفتقد لحكومة أن تفرض سيطرتها عليه".
وأضاف: "بعض زعماء الحرب وزعماء العشائر المحليين متورطون في تسهيل ودعم الأنشطة الإجرامية للعشرات من العصابات الصغيرة، وهناك سفن تابعة للأمم المتحدة وبعض الدول مثل سيريلانكا ومالطا والإمارات وفيتنام تعرضت لهجمات ومحاولات للسيطرة عليها من قبل القراصنة منذ مارس 2007، واستهدفت العشرات من شاحنات النفط والسفن السياحية مما جعل السواحل الصومالية على المحيط الهندي من أخطر مناطق الإبحار في العالم".
مصر تترك كل الخيارات مفتوحة لردع أعمال القرصنة
إلى ذلك صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكى بأن القاهرة تدرس كل الخيارات للتعامل مع أزمة القرصنة، وأكد أن كافة الخيارات مفتوحة أمام الجانب المصري.
وقال زكي: "مصر تبحث بشكل جدي على المستوى الداخلي بين كافة الوزارات والأجهزة المعنية هذا الأمر، وإن منظومة الأمن القومي المصري تعمل في مثل تلك الأمور بشكل مكثف وتدرس كافة الاحتمالات، وما يمكن اتخاذه من إجراءات، وما إذا كنا سنكتفي بالانضمام إلى الجانب السياسي والدبلوماسي أم نصعد ونستخدم إجراءات أخرى أو ندخل في خيارات أخرى".
وأضاف المتحدث الحكومي المصري: "القراصنة بمختلف جنسياتهم يستخدمون الأراضي الصومالية كقاعدة للانطلاق منها وسحب السفن التي يتم قرصنتها إلى داخل المياه الإقليمية والموانئ الصومالية، مشيراً إلى أن عمليات القرصنة في البحر الأحمر تصيب الجميع بحالة من القلق على الملاحة من وإلى البحر الأحمر، وإن كل دولة ستطرح ما لديها من أفكار يمكن اتخاذها لتأمين الملاحة في البحر الأحمر".