عذاب القبر
روى الذهبي في كتاب الكبائر قصة رجل ماتت أخته فقبرت ودفنت ثم ذهب إلى بيته فتبين له أنه فقد كيساً من الذهب فراجع حساباته فتبين له انه سقط في القبر حيث كان يحفر ويدفن رجع ونبش القبر فإذا بالقبر ناراً تتأجج رجع لأمه خائفاً باكياً وجلاً ...أماه .. أختي تقية نقية ماعلمت عليها سوء كيف وقد وجدت قبرها نار تتأجج ...
إسمع يا صاحب القلب إسمع قبل فوات الأوان وإسمع وراجع الحسابات قبل ان تبكي دماً ..
قالت الأم أختك كانت تؤخر الصلاة عن وقتها ...
هذا إن كان حال الذي يؤخرون .. فكيف يكون حال الذين ينامون عن الصلاة ...؟؟
كيف سيكون حال الذين لا يصلون ... ؟؟
كم سمعنا عن وجوه قد إسودت .. كم سمعنا عن أبدان قد تقطعت ...
مر رجل على قصر من القصور إجتمع عليه نفر و ملأ من الناس ... فقال ما الخبر قالوا إن الأمير قد بنى هذا القصر وجمع الناس فقال لهم إعطي أي واحداً منكم ما شاء إذا قال لي أن في هذا القصر عيب .. زين هذا القصر وملئه بالمتاع و الأثاث ثم جمع الناس لينظروا .. فمر رجل بسيط فرأى الإجتماع فسألهم .. فقال الأمير بنى القصر وقال من ياتي بعيب فيه فله كذا و كذا .. قال ومن غير أن أدخل القصر إن فيه عيبان ..
أولهما .. سيفنى القصر وسيفنى صاحبه ...
عـش ما بدى لك جـاهداً في شاهقات القــصور
يغدى عليك بماإشتهيت من الرواح إلى البكور
فإذا النـفـوس تقعقـعت في ظل حشرجة الصدور
هنـاك تعلم مـوقناً مـا كنت إلا فـي غــرور
قال سفيان من كثرمن ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار ..
قيل لبعض الزهاد : ما أبلغ العظات ؟ قال : النظر إلى محلات الأموات ..
وسأل رجل أاحمد ما يرق قلبي ؟ قال : أدخل المقبرة ...
قال أخر ما إشتقت إلى البكاء إلا خرجت إلى المقابر ...
وما أعظم قول الصادق المصدوق في موعظة بليغة موجزة ..*( ألا إني نهيتكم عن زيارة القبر ألا فزوروها ... ألا فزوروها ... ألا فزوروها فإنها تذكركم الأخرة )*
إخلع النعال وإنزل وسر بين تلك القبور وألأجساد...
فيهم الأغنياء وفيهم الفقراء وفيهم الصغير وفيهم الكبير ...
الحال سواسية ...الحال سواسية ...
~*( يا ايها الناس قد جائكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور )*~
حتى تستفيد من الموعظة ... إفعل ما توعظ به ..
ألا إني قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإن في زيارتها حياة للقلوب الغافلة ...
إن في زيارتها تذكير للغافــل والنــاسي والساهـــي ...
والقبر لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ولا يعرف غنياً ولا فـقــيراً ...
الكل في ذلك المكان مُرتهن بالعمل الذي عمله و بالعمل الذي قدمه ....
إتق الله أمة الله ..... إتق الله عبد الله .... إتق الله أيها الشاب في شبابك .... وإتق الله أيها الشيخ في شيبتك ...
والله الذي لا إله إلا هو إن الذي حال بين الناس وبين التوبة والصدق في التوبة طول الأمل .. طول الأمل ..
طال الأمل .. أساء العمل...
قال سبحانه ~*( ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)*~
وغره طول الأمل ... الموت يأتي بغتة... والقبر صندوق العمل ...
اللــهم هون علينا الموت والقبر وظلماته ...
اللــهم هون علينا السؤال وشدته ...
اللــهم هون علينا اللحد وضمته ..