قال انس لبعض الصحابه :"انكم تعملون أعمالا كنا نعدها على عهد الرسول (ص) من الموبيقات و هى فى اعينكم أدق من الشعر"
فلا عذر لأحد البته فى معصية الله مع علمه لأمر الله و تمكنه من تنفيذ الأمر أو النهى بل انه اشر من العاصى من يعتذر للعاصى "لان العاصى قد يكون معذور عند الله فى وجه من الوجوه و كونك تقيم له عذر فهو دليل تخليك عن الله لأجل هذا العاصى كما انك مقيم لحجه قد ابطلها الله من جميع الوجوه" هكذا قال فضيلة الشيخ /محمد حسين يعقوب فى الشريط 29 "الغيره لله" فى سلسلة مدارج السالكين .
اخوتى فى الله المشكله بالتحديد عن الاختلاط فى بعض المساجد او الجمعيات الخيريه واليكم التفاصيل.
فى بلدتى يوجد عدة اماكن للكفاله تتعدد فيها مشاكل الاختلاط و ساكتفى بعرض نموذج واحد على سبيل المثال لاشرح فكرتى من خلاله و ساجيب على ردودكم بما يزيد الصوره وضوحا لانى عندى جوانب عديده يصعب ان اعرضها جمله واحده فى راس الموضوع حتى لا يحدث تشتت..و الله المستعان
ففى احد المساجد-احب ان الفت النظر انه بيت من بيوت الله الذى هو اولى الاماكن بتنفيذ شرعه فيه- يرأس العمل رجل و تحت قيادته مجموعه من المتطوعات و نتيجه لاختلاف مجهود متطوعه عن الاخرى يحدث شئ من التمييز للبعض لانجازهن مهامهن بنجاح او تقديم اضافات تساعد على تقدم خطى العمل بخطوات جيده و بالتالى يعطيها قائد العمل صلاحيات قد تصاب المتطوعه بالغرور و تشعر انها حازت على مكانه خاصه عند القائد فهى مختلفه عن الاخريات فى نظره .....و غيره الكثير من الافكار التى تفتح ابواب الفتن بينما تعانى تعانى اخريات من التهميش لعدم حصولهن لهذا القدر من الاهتمام اما لعدم قدرتهن على عرض امكانياتهن لانشغال الساحه بالاخريات او انهن لم يجدن بعد الدور الملائم لهن و المكان لا يوجد به غير دائره محدوده لاطار عمله و ما يزيد من احباطهن عدم ادراكهن لموضوعية الاسباب التى جعلت المميزات يحصلن على تلك الصلاحيات و ما يزيد الامر سواء ان يلجا القائد لاشعال الغيره بين المتطوعات بهدف دفع عجلة العمل بالمسجد و قد يزيد من الاطراء على شخصيه بصوره مستمره تثير الغيره التى تصل الى رغبة قليلى الاخلاص من المتطوعات فى تدبير شئ يسئ الى صورة تلك المتطوعه المنافسه لها او فى احيان اخرى اذا اخطات المتطوعه المميزه و لامها القائد لتقصيرها او انها حادت عن الحق تزعل و تفقد رغبتها فى العمل فهى لا تستمع للحق الذى ياتى على حظ النفس من المدح و تحقيق الذات و يتحول التسابق وسط هذه الاجواء من تنافس فى الطاعات الى تنافس على رجل ليس له اى درايه بتلك الحساسيات (و للاسف يستوى فى تلك الفتنه حال المتطوعه ان كانت متزوجه ام لا -بمعنى انى اعترفت لى متزوجه انها تعانى من الافتتان بالشيخ او المدرس وانها وضعها قاسى مع ضميرها تجاه زوجها لانها متزوجه و زوجها مشغول كما انها تجد فى القائد ما تفتقده فى الزوج من الكلمه الطيبه الى جانب رؤيتها لاخلاق المسلم الملتزم بصوره واقعيه ملموسه فى زمن عز ان تجد مثل تلك النماذج فى الحياه -علما بانى قد اعرف صيدقه لهذه المتزوجه قد اعيتها الحيل فى النصح بالنقاب و الابتعاد عن هذا المسجد و لكن الزوج يرفض النقاب و لا يفهم شئ و مجرد ان ترى الشيخ تنسى النصائح بالابتعاد بل و يزداد الاقبال على العمل بالجامع) و بعيد عن تلك الحاله اشير الى حال المتطوعه غير المتزوجه عندما تتزوج و تكتشف انها فى داخلها تقارن بين تصرفات الزوج و اخلاق الشيخ او المدرس اقول ان مجمل القول ان التنافس يتحول من تنافس على الطاعات الى تنافس على مدح رجل او حظ نفس من رياسه و كلمه مسموعه...و غيره الكثير
يا اخوتى فى الله فالضرر يقع لا محاله حتى و لو كان هذا الرجل لا يقصد ذلك و ليس له درايه بما اقوله لكم فلأبن القيم مقوله ينصحنا فيها بالأبتعاد عن الفتن....
قال ابن القيم:"من أعطى من نفسه اسباب الفتنه أولا لم ينجو آخرا ولو كان مجاهدا"يا رب سلّم."ولو كان مجاهدا!!! اللهم نجنا ولاتضيعنا "ولو كان مجاهدا"!!!صدقت يا ابن القيم....
اخوتى فى الله ان لم تكن التوعيه فى بيوت الله على الارض و هى المساجد بخطورة الاختلاط فاين سيتم التطبيق الواقعى ام ان الاسلام موضه و انتهت و الدفاع عن النبى (ص) مجرد الفاظ لا علاقه لها بالواقع البته حتى فى العمل الخيرى الذى يعتقد البعض ان ليس له اثر فى نفوس الفقراء المتلقين للخدمات الذين يقولون ان المتطوعات فى الجامع الفلانى يلبسن كذا او ان القتيات حول الشيخ الفلانى فى الدش لا يلبسن النقاب لانه لو كان مهم نظره لكان دعى اليه النساء من حوله فالهم عنده كيف تتحرك الاغنياء ذوات المناصب الى الاحياء العشوائيه او الفقيره لعمل الخير دون لفت النظر الى انهن قد يذهبن فى سيارات شباب الشله من الشباب الذين تربوا معه و يعتبرونهم اخوانهم بسبب العشره بين الاسرتين او لان الاباء من المنضمين الى مذهب دينى معين و بالتالى فان اولاد العائلات المنتميه للتلك الجماعه لا مشاكل فى الاختلاط بهم فهم ذو مذهب دينى نحن نتعلمه من ابائهم و بالتالى لا مشكله فى السفر بالسياره الخاصه مع فلانه و زوجها لتوصيل التبرعات الى المناطق المطحونه و بسألهن يجبن "نحن بنات فكيف نسافر وحدنا بدون رجل فالازدحام فى تلك الاماكن يتطلب رجل و زوج فلانه سيقود السياره و يساعد فى حمل الحقائب و احيان يقال انه لا يهم ماذا يرتدين هل البنطلون ام النقاب ام شئ عادى كالاشرب مثلا فهناك نظره ان البنطلون يعطى حريه فى الحركه اكثر و طالما ان البلوزه طويله و ساتره فما المشكله اذن؟؟ فهذه صغائر لا تسترعى النظر بل ان من ينظر الى الامور من ذلك المعيار يعتبر سطحى فى نظرته للالتزام فالدين ليس فى الملبس فقط فلماذا لا ننظر ان زوجة المستشار الفلانى او الضابط العلانى لديهن نشاط زائد فى الدعوه و الصحوه و البحث الفعلى عن الحالات المطحونه جدا جدا تحت خط الفقر بكثييييييييير حتى انه قد لا تجد حتى الكفاف و من وجهة نظرهؤلاء المتطوعات انهن لا يساهمن فى اى تناقض فى مفاهيم اسر فقراء تلك العشوائيات فكبار نساء الجماعه يشرفن بانفسهن على الدعوه فى داخل تلك الاسر فهى جماعه تعرف فى الدعوه اكثر مننا نحن المتطوعات و بالتالى نحن نتصرف تحت ذلك التوجيه .... فنحن مجرد محركات لهن نتحرك لوجه الله لخدمة تلك الاسر"على حسب كلام هذه المتطوعه .
واحب ان القى المزيد من الاضاءه حول خطورة الاختلاط بالموقفين الواقععين التاليين:
الموقف الاولى حدث فى سكان حى فقير تتلاصق فيه البيوت او العشش نجد شيده شابه متزوجه تبوح بمشكلتها باحساسها بتانيب الضمير لانها برغم من انها متزوجه و لديها اطفال و تعرف ربنا و تذهب الى الجامع الا انها لا تزال متعلقه بابن الجيران الذى احبته فترة حياتها مع والدتها فهى يا اخوانى تذهب هناك بحجة زيارة والدتها و لكنها تذهب لرؤيته و الله اعلم مقابلته ام لا...فما الفرق؟ المرض فى القلب لا يمكن ان يخمن الى اين سيقود بها ان لم يتم استأصاله
الموقف الثانى حدث فى احد الاسر التى يكفل بناتها بالتربيه الاسلاميه احد الجوامع و يحكى المدرس انه بعد مجهوده مع بنات هذه الاسره و نهيهن عن لبس البنطلون يجد احد تلك البنات يأتين الجامع بالبنطلون الذى اشترته متطوعه سمعت من الدش عن اهميه عمل الخيرى فاحضرت ملابس موضه للفقيرات حتى لا يشعرن بالحرمان من ارتداء ما يمكن ان ترتديه مثيلاتهن فى نفس السن من الاسر الغنيه
و هذا لا يعنى انى ضد احد او مع احد فانا مجرد ناقله للصوره تحت انظار القراء بمنتهى الامانه
و من وجهة نظرى الشخصيه اعتقد ان تلك الاماكن تعانى من:
1- عدم تطبيق نهج النبى(ص) فى العمل الخيرى و ذلك اما للتكاسل او الاهمال لطلب العلم الشرعى من المتطوعات فيصبحن فريسه للاهواء او نتيجة فتاوى مضلله و مدروسه و مقصوده لخدمة اهداف يدعون اصحابها انها اهداف للاصلاح الاجتماعى
2- عدم تحرى الاخلاص اثناء العمل و تعليمه و الحث عليه و الاقتداء بسير السلف و بالتالى لا يتم فحص حقيقة توحيدنا و بالولاء لله وحده و الاخلاص له و البراء من اهوائنا او حتى فتاوى دعاة الضلال فى قضايا مثل (عدم وضع النقط على الحروف تجاه الاختلاط بحجة العمل الخيرى او سفر المتطوعات بدون محرم لنفس الحجه او الادعاء انه ليس هناك فرق بين البنطلون و النقاب لان المطلوب هو الانجاز فى العمل الخيرى بل ان النقاب يثير اهتمام الامن فالافضل الابتعاد عنه لخدمة الدعوه هذا بالاضافه الى تدريس الرجال للمتطوعات سواء للعلم الشرعى او للقران بدون حائل )
و الحقيقه الغائبه عن هؤلاء الاخوه ان هذا سيجعل تلك الاعمال تصبح هباء منثورا و لا يعتد بها فى ميزان الحسنات يوم القيامه لعدم تحرى الاتباع لسنة النبى بالاضافه الى الجهل باهمية الاخلاص او عدم الصدق فى طلب الاخلاص و ارجو ان اعرف هل تحليلى لذلك صحيح ام لا؟؟