نشرت صحيفة مؤخرا حكاية زوج لجأ الى الشرطة بعد أن اكتشف أن زوجته
التي عاش معها اكثر من 10 سنوات انجبا خلالها اثنين من العيال قامت
بتزوير شهادة ميلادها بحيث تكون اصغر من عمرها الحقيقي ب 12 سنة
ودافعت الزوجة عن نفسها بالقول بأن شهادة ميلادها الاصلية كانت تحمل
تاريخ الميلاد الخطأ مما اضطرها الى استخراج شهادة جديدة بالتاريخ الصحيح
وفات عليها تقطيع الشهادة التي تثبت انها ( قديمة ) سأفترض ان الزوجة
كاذبة وانها اكبر مما تزعم شهادة ميلادها الجديدة والكذب خصلة رديئة
وليس هناك كذب أبيض وكذب وردي ولكن استيائي من الزوج اضعاف استيائي
من الزوجة ! لماذا ؟
سؤال سخيف ولاكنني سأجيب عليه : الزوجة كائن ادمي ولكل زوجة
كما لكل ادمي مزايا وعيوب ولكن الزوجة بالتأكيد ليست سيارة أو فيلا
حتى نحكم على صلاحيتها بعمرها !! فصاحبنا تزوجها لأنه اقتنع بها شكلا
وجوهرا وعاش معها 10 سنوات حتى صارت أم عياله فهل يحكم عليها
بأنها فاسدة ومعطوبة استنادا الى ورقة رسمية حتى لو كانت تلك الورقة
صحيحة !!
ثم ان معظم جيل ابائنا وامهاتنا تزوجوا دون ان يعرف الاخر على وجه الدقة
تاريخ ميلاد الطرف الاخر والرجل مولود في عام الجراد ( واعوام الجراد كثيرة )
والزوجة ولدت في تلك السنة التي جاء فيها ( الشيخ معيض بن جابر )بأول سيارة في الديرة
سكندر هاند !! شخصيا لم اسمع ان رجلا من جيلي أو جيل ابائي وامهاتي
طلق زوجته بسبب ( تاريخ صلاحيتها ) !!
فهل فعلا الرجال ( مالهم أمان ) ؟
انني انصح النساء اللواتي يحرصن على الاحتفال بذكرى زواجهن أن يتوقفن عن تلك الممارسة .
فقد تأتي الواحدة منهن الى زوجها منشرحة الصدر وتقول له ..
أرجو ألا تكون يا كتكوتي يا بطتي قد نسيت أن غدا ( عيد زواجنا ) !!
فيصيح الرجل : ايه والله صحيح : تزوجنا في 15 يوليو من عام 1975م!!!
عند الزواج كان عمرش 22 سنة يعني الحين عمرش 50 سنة : يعني انتي
زوجتي من 28 سنة: لاحوووووول ولا قوة الا بالله !!! 28 سنة ؟ ثم ينظر
الى الزوجه وكأن نظراته تقول ( بيت أهلش جتش بقعاء ) ويكتشف لأول
مرة أن وجهها صار مثل مشروع حكومي اكتمل بنيانه . وظل خاليا عرضه للتقلبات المناخية
بسبب نقص الميزانية المخصصة لتجهيزه لهذا الغرض أوذاك .لان القائمين
على المشروع لهفو الميزانية . من الطبيعي أن يطلب الزوج أو الزوجة الطلاق
اذا ساء سلوك أو خلق الطرف الثاني . ولاكن رجلا يطلق زوجته أو يشكوها للشرطة أو أمن المنشأت يكتشف انها اكبر مما كان يتوقع
مكانه الطبيعي سوق الحراج ليعمل خبيرا في تسعير وتثمين البضائع المستعملة !!
فلو امتد العمر بأي زوجين فمن الموكد أن الزوجة ستصبح عجوزا شكلا ومضمونا.
وبموجب مستندات غير مزورة فهل يبيح ذلك للزوج أن يقول لها أن تاريخ
صلاحيتش انتهى . ف ( اذلفي عني ) ! وبالمقابل. وبما أن القاعدة هي
أن يكون الزوج أكبر سنا من الزوجة فهل يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق لأن ( غمان الا وهو البعل ) أصبح مهربدا وسكراب = ( تشليح ) !
هل يهمل الانسان أمر أمه وأبيه لأنهما بلغا من الكبر عتيا !
المحزن أن الاجابة هي ( نعم ) عند الكثيرين في زمننا هذا . ومن ثم فلا غرابة أن يقوم انسان ( بكنسلة ) = أو محي رباطة بأمرأة اختارها بمحض
ارادته لأنها اكبر مما كان ( يتصور )