السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تتوقع أخي/أختي نسبة الطلاق أن تصل بحور السبعين بالمائة في أي مدينة كانت..؟!
وخاصة أنها تنتهج كتاب الله دستوراً..الذي فيه صلاح البشرية..
\
/
\
/
في إحدى المحاضرات التي تهدف إلى المجتمع، استهل المحاضر فيها، وهو رجل قد قارب الستين عاماً عمل في معركة الحياة كمستشار اجتماعي، بسؤال للفت انتباه الحضور وشد تركيزهم..
“ كم تتوقعون نسبة الطلاق إلى نسبة الزواج في مدينة (......) ؟! “
الحضور: 30%.. ومنهم من قال 20%..ومنهم من كان متشائماً وقوبل بسخرية البعض بـ 50%
الدكتور: في هذه المدينة من عام 1424 إلى عام 1426 وصلت إلى مانسبته تجاوزت الخمس وسبعون بالمائة..!!
اجتاحت القاعة برهة صمت مالبثت بقليل من هرج ومرج بين مشكك في مصادقية الإحصائية ومابين مصدقٍ لها..
هل يعقل هذا الرقم..!
أم أن سيدنا الفاضل نقل إحصائية بنظرة سوداوية ليروج لسلسلة محاضرته ونداوته..!!
لكن حسبك إن علمت أن هذه الإحصائية من جهات رسمية عرضت عليه لدراستها..
وأن هذا الرجل يقدم استشارات ومحاضرات مجانية لم يكن يرجو منها غير الجزاء من رب العباد ودعوة له ولذريته في ظهر الغيب..
***********
إن أي علاقة حميمة أياً كان طرفيها معرضةٌ لمنغصات الحياة من سوء تفهّم بينهما..حتى أصبحت من المسلمات الدنيوية فسميت بـ "ملح الحياة"..
ولكن ماينتج عن زيادة هذه الملوحة قد يؤدي إلى إرتفاع حاد في الضغط وبالتالي بحياتك هدراً دون ديّة أو قصاص من غريمتك..
وأي شخص يعيش بدون هذه المنغصات فهو في نعمة ورغد عيش محسودٌ عليه حتى من أقرب المقربين له.. فتجده يختلق لك مشاكل من نسج الخيال، وكيف أنها كادت أن تعصف بحياته وتصدع بشراكته الزوجية لولا لطف ربه خوفاً من عينك أو ممن يسترق السمع بجوارك..
لاشك أن المتأمل في العلاقة بين الرجل والمرأة يدرك تماماً الاختلاف الفسيلوجي والفكري والهرموني بينهما فهي حقيقة لايتناطح فيها كبشان..
فالمرأة إن لم تفهم حقيقة الرجل في طريقة تفكيره وسلوكه لربما تفشل بعلاقتها معه والرجل كذلك..
فمن الأخطاء الشائعة أن نبحث من هم على تفاهم بين عقلياتنا واهتماماتنا ونجزم بنجاح شراكتنا معه..
في حين أننا نرمي باللائمة على القدر وزواج "البطيخة" كما يحلو للبعض تسميته وأننا أناس مسيرون لانعلم ماهيّة حقيقة تفكير وأسلوب شريكنا الآخر..
إن أي قاعدة للنجاح هي أن تبدأ بقبول الشيء كماهو وتفَهّم طريقته وفلسفته للحياة، ثم تعمل على التغير من ذاتك لتؤثر عليه..فتكن كضياء الفجر ليزيح عتمة الرؤية..فحتماً سينجلي لك مافي وحشة البستان وظلمته الى زهور وفراشات وجداول..
فأي شخص منا بمجرد عقد قرانه على شريكة حياته..يبحث عن كيفية الوصول والتحدث إليه..
وقضاء الليالي والأيام على كلمات عاشقة لاتخلو من الخلاف والجدال والخصام..
وكيف يأثث بيته..هل بالطريقة الكلاسيكية..أم بالطريقة الأوروبية المودرن..!!
ومن ترتيب أمور الزفاف من زمان ومكان وكتابة سيناريو الزفة .. وهل يدخل على أميرته بجواد أبيض أم يختطفها الجوكر فيأتي هو كالرجل الوطواط ليحرر أسرها ويفك قيدها وتعيش في رغده الذي مايلبث أن يتحور إلى جحيم الواقع ..
ومن تخطيط لقضاء شهر العسل (Honeymoon)، فهي أنثى حالمة تريد منتجعاً في إحدى جزر المالديف إلى مدينة الديزني لاند بباريس..
وهو يريد سفاري وأسود وضباع ليكشف لها عن شجاعته المدفونة..!
إلى تخطيط لجدول الأطفال..وتأخير الخلفة بحجة تأجيل النكد والغثيان ولعاب الكبد لاغير..
وغيرها من الأمور اللتي لا تسمن ولاتغني من جوع..
قد تكون مهمة للبعض..ولكن هنالك ماهو أهم منها..!
من تأهيل أنفسنا وأزواجنا .. وأن نرتقي سويةً في كيفية بناء شراكة زوجية خالدة..
كيف تتوقع بشخص بين الفينة والأخرى يذهب بشريكته اإلى محاضرات وندوات تأسس مفهوم الشراكة وفهم النفسيات والتعامل مع الطرف الاخر..!!
أو برجل يهدي شريكته بين زيارة وأخرى كتاباً أو كتيباً أو حتى أقصوصة لعلاقة مثلى..!!
ما أتمناه حقيقة..
في ظل الغزو العلماني الأتاتوركي الغاشم بقيادة مهند وحرمه المصون نور..
ومن هم على شاكلتهم وشاكلة والمروجون للأفكار التي تؤثر سلباً على المؤسسة الزوجية المحافظة..
هو إلزام أي طرفين يريدان عقد شراكة زوجية بحضور دورات تأهيلية..
صحيح أنها مكلفة بعض الشيء..لكن عواقب الانفصال أدهى وأمر..!!
{....عذراً على الإطالة.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه الله ويرضاه ...}
.
م ن ق