بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و على آله و صحبه أجمعين ..
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )
رواه مسلم
..
لذلك فإن المتأمل منّا في أحوال بعض القوم من المسلمين يرى أنهم لا يصبرون على ما كتبه الله عليهم فلا يُحسنون الظن جيدًا بربهم لدرجة القنوط من رحمته سُبحانه و السخط على الحال و العياذ بالله !
و لا شكّ أنكم كثيراً ما تروا مثلما ما أرى وما أسمع عن مثل هذه النماذج خصوصا صنف الفتيات و النساء ..
إذ تُكني الفتاة نفسها بمواصفات ذميمة لا يجب بتاتا أن تُطلقها على نفسها ما دامت تؤمن بقضاء الله و قدره و كانت متيقنة من عفو الله و رحمته بعد الضيق و البلاء !
فلمَ ..
الحزينة
المهمومة
الكئيبة
المجروحة
الباكية
المعذبة
و هناك من تريد الإنتحار و تتمنى الموت !!
و .. ما بقي أسوأ
فلمَ يا أمة الله ؟
فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهينه فيه نجاتكِ ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثرينه فيه عطبكِ – أي : هلاككِ ..
صدق الحسن البصري رحمه الله
و تيقني جيدًا أن العلل إمّا تمحيصًا للذنوب و تعرضًا لثواب عظيم بعد الصبر وإيقاظًا من الغفلة ، وتذكيرًا بالنعمة في حال الصحة ..
و لا تجعلوا الله عرضةً لإيمانكم ..
فما أجمل لحظات مُناجاة الله وحده مفرج الكرب وما أعظم الفرحة إذا نزل الفرج بعد الشدة ..
لا القنوط من رحمته تعالى و المبالغة في السخط على الحال !
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " مصيبةٌ تقبل بها على الله خير لك من نعمة تنسيك ذكر الله " .
فاستغلي شهر الغفران في التقرب إلى الله و طلب رحمته .. فإنه رحيمٌ بعباده
و تفاءلي بالخير و البشارة من الله يُؤتيكِ إياهما و أكثر ..
و الله من وراء القصد
****
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
موقع طريق الاسلام