قس مصري يهدد بنشر صور مسيئة للرسول والسخرية من السيرة والقرآن
الخميس4 من رمضان 1429هـ 4-9-2008م
مفكرة الإسلام: هدّد قس مصري بعمل رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وللسيرة النبوية والقرآن وتشرها, وذلك بزعم الرد على تصريحات زعم فيها إهانة الدكتور زغلول النجار للكتاب المقدس.
وقال الأنبا يوتا وهو أحد القساوسة الأرثوذكس: "ردًا على إساءة زغلول النجار للكتاب المقدس فإننا نستعد لعمل السيرة المحمدية بصورة هزلية وكاريكاتورية، وبعدها القرآن, حتى يشعر المسلمون بنفس شعور المسيحيين عندما تهان مقدساتهم وتجرح مشاعرهم". بحسب قوله.
وجاء هذا التهديد ردًا على بعض المقالات التي تنشرها جريدة الأهرام للمفكر الإسلامي زغلول النجار عن النصرانية, والتي قام فيها بالحديث عن المشروع التنصيري الذي تتبناه الكنيسة المصرية.
وقد نفى نبيل عمر نائب رئيس تحرير"الأهرام" أن تكون وردت كلمات مسيئة للعقيدة المسيحية في المقالات المنشورة للنجار خلال الأشهر الأربع الماضية، مؤكدًا أن هناك تشديدًا على الموضوعات التي يكتبها فيما يخص العقيدة المسيحية والأقباط. بحسب "المصريون".
وأوضح أن ما يقوله النجار بعيدًا عن الجريدة هو مسئول عنه ولا يمت بصله لـ"الأهرام"، في إشارة إلى اتهامات المفكر الإسلامي للكنيسة الأرثوذكسية بالوقوف وراء حملات التنصير في مصر.
وطالب الأقباط بعدم الزج باسم "الأهرام" في المعركة الطائفية بين النجار والأب يوتا، مشيرًا إلى أن الأقباط يستطيعون مقاضاته على الإساءة المزعومة التي يرونها تمس المسيحية.
وكان الأب يوتا اتهم الدولة ومؤسساتها الرسمية بتشجيع النجار على إهانة عقيدة الأقباط، وقال: "الدولة ومؤسساتها الرسمية هي التي تشجع زغلول النجار على إهانة عقائدنا ومقدساتنا وإهانة مشاعرنا وترويج الأكاذيب والإشاعات التي تسيء إلينا نحن الأقباط". بحسب زعمه.
وطالب يوتا شيخ الأزهر بالتدخل لمنع النجار من الكتابة عن العقيدة المسيحية أو الأقباط، وهدد بأنه "إذا لم يتوقف فإنه في خلال عدة أشهر سيجد المسلمون أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، حينما يرون مئات الصور والرسوم الكاريكاتورية عن نبي الإسلام وعن سور القرآن تدخل بيت كل مسلم وتنشر على الإنترنت وستترجم وترسل للصحف والمجلات العالمية", زاعمًا أن هذا من حقهم.
وقد اعتاد الأنبا يوتا في مقالاته التي تبث على مواقع بالإنترنت أن يتهم المسلمين بأقذع التهم والسباب العلني الذي لا يحتكم إلى عقل أو علم, فيما يثار حوله الجدل حول علاقاته ببعض المؤسسات التنصيرية الأمريكية.
استبعاد النجار من ملتقى الفكر الإسلامي:
من جانب آخر استبعدت وزارة الأوقاف، الدكتور زغلول النجار من لائحة العلماء المحاضرين في ملتقى الفكر الإسلامي، الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة جامع الإمام الحسين خلال شهر رمضان الكريم، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات، حيث كان دائم الحضور خلال السنوات الماضية.
واختارت الوزارة، الدكتور محمد الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف الأسبق بدلاً من النجار الذي كان يحاضر عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة، والتي كانت تحظى بحضور جماهيري يفوق الندوات التي يلقيها العلماء الآخرون.
وقالت مصادر بالوزارة: إن قرار استبعاد الدكتور النجار جاء بناءً على توصية الجهات الأمنية، تفاديًا لإثارة الجدل حوله، واتهامه بإثارة الفتنة الطائفية، بعد أن أدلى بتصريحات صحفية بوجود مخططات للتنصير في مصر، وتورط الكنيسة في ذلك الأمر.
وكان البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية ومعه عدد من المحامين الأقباط قد أقام دعوى ضد العالم والمفكر الإسلامي، بسبب موقفه من إساءات القس المسيحي زكريا بطرس للرسول صلى الله عليه وسلم، ووصفه لهذا القس بالشيطان الأكبر.
واعتبر النجار تلك الدعوى تعكس سيطرة الفكر الطائفي المتطرف، محذرًا من أن إصرار القائمين على الكنيسة على إطلاق لفظ الأقباط عليهم يشكل منحى طائفيًا متطرفًا ورغبة في استبعاد الغالبية العظمى من المواطنين، الذين يشتركون معهم في الخلفية القبطية التي تعني المصرية.
ودأب القس زكريا بطرس الذي وصفه الدكتور زغلول النجار بأنه شيطان أكبر على مهاجمة الإسلام والتشكيك في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن في مصداقية القرآن الكريم، واعتباره كتابًا محرفًا ومنقولاً من الكتب القديمة، ويزعم احتواء الإسلام على خرافات وبذور التطرف، واضطهاد الآخرين والتضييق على أصحاب الديانات الأخرى.
كما أدلى الدكتور النجار بتصريحات مؤخرًا يشير فيها إلى أن وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة أبو المطامير قد قتلت في دير الأنبا بيشوي.
يذكر أن قسطنطين اعتنقت الإسلام وتردد أنها أجبرت على الارتداد إلى المسيحية، وانتقلت إلى دير وادي النطرون نهاية عام 2004 بناءً على أوامر البابا شنودة الثالث، ولم يعرف منذ ذلك الوقت مكان إقامتها، وهو ما أثار شكوكًا حول احتمال تعرضها لمكروه، ما دفع عشرات المحامين لتقديم بلاغات رسمية للنائب العام يطالبون فيها بالتحقيق في واقعة اختفائها، كما طالبوا بخضوع وادي النطرون للتفتيش الصحي والقضائي والأمني والأهلي لمعرفة مصير المحتجزين داخله وهل هم موجودون هناك بإرادتهم أم تحت ضغط