أنينُ غَزَّةَ الثَّكْلى
أمات يا قوم في أرجائها العربُ ؟!
أم هم لذاكرة التاريخ قد ذهبوا ؟!!
أم أصبحوا كالعذارى في مخادعهم
وشَعْرَهُم والأَكُفَّ اليوم قد خضبوا ؟؟
وبعضُهم غارقٌ فـي كأس غانيةٍ
وهمُّهُ في الحــــياة اللهوُ والطربُ
يطأطئ الرأسَ ذلّاً للعــدو فلا
أراه إلا لإســــرائيلَ ينتسـبُ
وغزةُ اليوم تحت القصف جـاثمةٌ
بالله قـولوا أجيبوا : ما هو السببُ ؟؟
ماذا سأكتب عنها واليراع بكى
دمــاً , وقلبـي من المأساة يضطرب
منازلٌ هُدِّمتْ والنـاسُ تقطنها
وفــي المصلّى تشُبُّ النــارُ واللهب
ودمعةُ الطفل مـا جفَّت بمقلته
أمسـى يتيمــاً فلا أمٌّ لــه وأبُ
وفـي الشوارع أشلاءٌ مبعثَرةٌ
وبالدمــــاء نحورُ الخـلق تختضب
وتصرخ الآن فــي الهيجاء باكيةٌ
يا قــومِ : أعـداؤنا لـدمائنا شربوا
وتستغيث ولكنْ أيــن معتصمٌ ؟؟
وأين من صهـوةَ العلياء قـد ركبوا ؟؟
واللهِ صيحتُها تبقـــى مُجَلْجِلَةً
أما الجوابُ , فإن العُــرْبَ قد شجبوا
وأطلقوهـا شعــاراتٍ منمَّقةً
ومن شعــاراتـهم قد ملَّتِ الْخُطَبُ
ـ قوم من العُرب باعوا مجد أمتهم
وأرضَ غزةَ جهـراً للعــدا وهبوا
دع المعابــرَ يا خوَّانُ مغلقةً
وانظر مليــاً لمـــا تأتي به الحقبُ
أغلق حدودك حتى لا تدنِّسَهُمْ
ولا يطــالَ أراضــي غزةَ الْجَـرَبُ
إن الشَّــهيد له خُلدٌ ومغفرةٌ
وذكــرُهُ في الحيــاة الدُّرُّ والذَّهَبُ
وأنت ذكرُك في الأزمان سـخريةٌ
ويــوم تفنى ألا يــا بئس منقلبُ
مني إليك صلاح الديـن معـذرةً
يا فاتح القدس : دمعُ القدس ينسكبُ
يا أمة العُرب: طال النوم فانتبهوا
أين الغيارى وأين العزُّ والغضب ؟؟
لا هِنْتِ يا غزةَ الأبطالِ وانتفضي
فالنسرُ منزِلُه مهما هــوى الشُّهُبُ
قل للعدو : ستلقى شرَّ ما صنعت
يداك . أبشـرْ بيــومٍ فيـه تنتحبُ
الشيخ الشاعر : مصطفى قاسم عباس