السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
لكي يقدر الناس قدرة الله تعالى حق قدره ويخشوه حق الخشية، أكد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) على عظمة خلق الله وبديع صنعه، ورغبهم في نيل رضاه وحثهم على حب ذات الله جل جلاله. وجاءت في القران الكريم آيات تبين للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كيف يقوم بإفهام الناس عظمة الخالق وأسرار قدرته:
" وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(70)قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ(71) " سورة القصص / 70 – 71.
أما الذين لم يؤمنوا بيوم القيامة وبالبعث، فإن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ذكرهم بقدرات الله وآياته العظمى في خلائقه والكائنات من حولهم، وأن الذي يقدر على هذا الخلق المبدع لقادر أن يعيد خلقهم ثانية يوم القيامة:
" قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20)" سورة العنكبوت / 20.
" لوحة بخط الثلث الجلي، للخطاط إسماعيل حقي التون بزر
إن الله على كل شيء قدير لرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يؤكد دائما على أن الله تعالى هو منتهى الكمال وهو منزه من كل نقص وعيب، وليس بحاجة إلى عون، ويقرأ عليهم الآيات:
" قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ(14)قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15) " سورة الأنعام / 14- 15.
أما عن تنزيه الله من الشرك والشبيه وأنه ملك الملك وحده، فيذكر الآية التالية:
" قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(16) " سورة الرعد / 16.
و رغم اعتراف المشركين بوجود الله تعالى فأنهم لم يدركوا قدرته وقوته العظيمة ولم يعطوا أي اعتبار لتقديسه وتعظيمه والخشية منه وهذا ما كان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يدعو قومه لإدراكه والإقرار بوجوب وجوده والخضوع لسلطانه وقدرته البالغة، والخضوع لربو بيته والإذعان لقدره.
" قُلْ لِمَنْ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(84)سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(85)قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(86)سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ(87)قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(88)سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّا تُسْحَرُونَ(89) " سورة المؤمنون / 84 – 89.
* الرسول ( صلى الله عليه وسلم) أن سبيل الله هو السبيل القويم الوحيد ".
يختار بعض الناس لأنفسهم طرقا ملتوية وخرافت وأفكارا خاطئة ومعتقدات كلها خزعبلات وأوهام لا يأتي منها إلا الخسران والضرر في الدنيا وفي الآخرة. بينما الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يدعو الناس إلى اتباع أشرف الطرق وأجمل السبل في اتباعها للفوز والفلاح في الدنيا وكسب نعيم الآخرة، ألا وهي سبيل الله تعالى:
" قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(71) ". سورة الأنعام / 71.
و يؤكد لنا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أيضا هذه الحقائق في حديثه الشريف:
" إن أحسن الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ( صلى الله عليه وسلم ). وشر الأمور محدثاتها." 34