قبل التطرق في الحديث عن أي مذهب أو معتقد باطل لا بد أن نعرف ..
لقد من الله على الخلق ببعث الأنبياء ، لتستقيم حياتهم بهداية هؤلاء الرسل وتذكيرهم، وليبينوا للناس ما خلقوا لأجله ، وهو عبادة الله (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ومهمة هؤلاء الرسل هي كما قال الله تعالى (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما). وقد أكمل الله هذا الدين(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).وشرع بهذا الدين ما تقوم به حياة البشر على أحسن وجه، ولم يدع الأمر للناس بأن يشرعوا لأنفسهم، لأنه مهما بلغ عقل الإنسان، فإنه قاصر عن إدراك المصلحة الحقيقية لنفسه.وقد ظهر في المسلمين اليوم من يأخذ الدين بالرأي فيعرض نصوص الكتاب و السنة على رأيه فإن وافقها و إلا عمل على تأويل هذه النصوص أو تضعيفها ليخرج بتشريع عقلاني يوافق شهوته و هواه و ليت الأمر توقف عند عوام المسلمين و جهلائهم و لكنه تعداهم إلى من قد يعدون – عند البعض – من أهل العلم أو من معشر من تعلم بلسانه و لم يدخل العلم قلبه فلم يسع هؤلاء ما وسع السلف الصالح فزاغت قلوبهم و راحوا يتتبعون المتشابه و الله تعالى يقول (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أم الكتاب و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله ).
إن اتباع المتشابه ضلال و أي ضلال فكيف إذا كان القصد منه تحميل نصوص كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلمما لا تحتمل أو تفريغها من معانيها لتوافق الهوى و مراد النفس قال تعالى أفرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) و لا يتورع علماء السوء عن الكذب على الله و رسوله في سبيل الوصول إلى أهدافهم الخبيثة فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )و قد قال صلى الله عليه و سلم ( يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم و لا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم )رواه مسلم و أحمد.
و لا شيء أضر على الناس من هؤلاء المضلين و خاصة عندما يجدون من يتبعهم ممن أعرض عن العلم و درج على التقليد دون تثبت أو تمحيص و لهؤلاء المضلين أساليب عجيبة لخداع الناس و تضليلهم بالكلام المنمق و الاستدلال العقلي و الإقناع و تتبع رخص العلماء و سقطاتهم مما يوحي إلى من يسمعهم أنهم ينطلقون من هدي الكتاب و السنة و أقوال الصحابة و السلف الصالح مع أنهم من أشد المخالفين لذلك و قد أحدثوا في دين الله ما لم يشرعه و لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أصحابه و قد قال صلى الله عليه و سلم( سترون من بعدي اختلافا شديدا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ) حديث صحيح رواه الترمذي و أبو داود و أحمد و ابن ماجه و قال أيضا (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) رواه البخاري و مسلم و أبو داود و ابن ماجه و أحمد
و من يقرأ كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ثم يتبع غيرهما فقد أهلك نفسه و تشيه بالنصارى الضالين الذين عبدوا الله على جهل فكانوا من الخاسرين يقول صلى الله عليه و سلم ( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عمها إلا هالك) حديث صحيح رواه ابن ماجه و أحمد
و الله تعالى أعلم
التوقيع617) {this.width=617; this.style.cursor='hand'; this.title='اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الكامل';}" border=0>