خواطر زوجية بقلم الأستاذ ياسر بدر الحزيمي
.
أقسى عقوبة للرجل الشهم أن تبكي المرأة أمامه وتعتذر .
تعتبر الكلمات الجميلة هدايا تحب سماعها المرأة
لتعرف من خلالها مدى استحسان من حولها لها ،
بينما يعتبرها الكثير من الرجال وسيلة تواصل تعلوها المجاملة ،
وهذه الرؤية منهما من أسباب الاختلاف بينهما .
جميل أن نفشي السلام داخل بيوتنا في كل لحظة التقاء
ولا نسترعي الإجابة التي قد لا تكون مسموعة وهذا كفيلٌ بإذابة الجليد وتجديد المشاعر ونسف الانفعالات داخل الأسرة ،
وتذكر قول الحبيب عليه السلام : إذا فعلتموه تحاببتم .
الصمت بين الزوجين في اجتماعهم اليومي هو ردة فعل لما أحدثته الحوارات السابقة من مشادات ومحاسبات أو مقارنات وتأويلات
أو سوء فهم ورداءة استماع ،
فلنحرص على أن تكون حواراتنا للتفهم والاقتراب
لا للعتاب أو الحساب .
المرأة بطبعها تعبر عن امتنانها ومشاعرها بسهولة
كحقل الزهور يفوح شذاه تلقائياً بمرور النسيم عليه ،
والرجل بطبعه يعبر عن امتنانه ومشاعره بأفعاله كالسائر على الرمل
ترى أثره ولا تسمع وقع قدميه .
لا يكن بيتك زجاجيا.. فالكثير من الأزواج المتشاجرين يجنح إلى إشاعة خلافاتهم
وإفشاء أسرارهم خارج أسورة المنزل مما يزيد الفجوة اتساعاً
والقلوب تباعدا ،
ولنتأمل فعل المصطفى عليه السلام فقد طلق حفصة ثم راضاها وأرجعها ولم يثبت السبب الواضح لذلك الطلاق فهل نأخذ من حياة أعظم زوج ما نصلح به حياتنا ؟
على الزوجة الذكية أن تسارع في تقديم ما يرضي الزوج
وأن تكون لماحة فتقدم له كل ما يحب بطريقة تجعله يحب كل ما تقدمه ،
وأن تكون هي المبادرة ،
وألا تنتظر المبادرة منه ، فكرم الرجال يطهر في ردود أفعالهم .
إن الكثير من الرجال يعتقد أن نصائح زوجته المُلحة واقتراحاتها المتكررة
نوع من عدم الثقة به أو محاولة السيطرة عليه أو الانتقاص منه ،
لذا لا تقدمي له النصيحة دون طلبه ولا تتجاهليه بالكلية ،
ولكن كوني بجانبه عند حاجته وأشعريه باستعدادك لمساعدته .
إن قلب المرأة يحمل ذاكرة ضعيفة وسريعة النسيان
لذا على الزوج أن يذكره دوماً بحبه له ومنزلته منه واشتياقه إليه .
تكمن مشكلة الكثير من الأزواج في اعتقاده أن للطرف الآخر
نفس الاحتياجات والرغبات فيبدأ بتقديم ما يحتاج إلى تلقيه ،
والصياد الحاذق من يضع في صنارته ما يشتهيه السمك
لا ما تشتهيه نفسه .
الصورة الذهنية التي ترتسم في عقول الزوجين المقبلين على الزواج غالباً ما تميل إلى المثالية والمبالغة في وصف الطرف الآخر مما يحدث صدمة قد تكون سلبية ،
وتزداد قوة الصدمة بازدياد حجم الفجوة بين العيش المتوقع والواقع المعيش ،
لذا شيء من الموازنة في التصورات كفيل بصنع التناغم وخلق الانسجام بين الطرفين .
عن ابن عمر رضي الله عنهما : قال النبي عليه الصلاة والسلام :
( لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه ) صححه الألباني .
أي خزي أعظم من هذا ؟
وأي حال أشد من ذلك ؟ وأي مصير ستؤول إليه ؟
وأين المفر ولمن ؟
عظم الذنب فغضب الرب فاحذري أخية .
متى تفهم المرأة أن امتداحها لرجل غائب هو انتقاص للرجل الحاضر ،
ومتى يفهم الرجل أن امتداح غيره أمامه لا يعني بالضرورة انقاصه .
أترك لكم المشاهدة والقراءة لهذه الخواطر :
http://www.safeshare.tv/w/ynOTZCflpU
م\ن