والله لتُسألن عن الفيسبوكأيمن الشعبان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مسبب الأسباب، وخالق الناس من تراب، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، والصلاة والسلام على النبي الحبيب والآل والأصحاب، وبعد:
شئنا أم أبينا أصبح هنالك عالَم كبير ضخم، مترامي الأطراف متشعب الأوصال، سهل المنال شديد الإقبال، فرضه الواقع والتطور الهائل المتسارع، في تكنولوجيا وتقنيات الشبكة العنكبوتية، بات يُعرف بعالم" الفيسبوك" بلغ مستخدميه في العالم قرابة 900 مليون، منهم قرابة 43 مليون عربي.
بعيدا عن فكرة الفيسبوك التجارية والاجتماعية ومؤسسيه، وطريقة عرض البيانات وأرشفتها وسرعة التواصل، وما فيه من وسائل استخباراتية، ينبغي علينا نحن المسلمون أن نقف العديد من الوقفات، التي قد تمس عقيدتنا وأخلاقنا وديننا وشرعنا الحنيف، ولابد من التأمل فيه من جوانب متنوعة، وإعادة النظر في طريقة وكيفية وآلية الاستخدام، بعد أن استغرقنا في استخدامه، حتى وصل إلى حد الإدمان في حالات كثيرة.
الفيسبوك سلاح ذو حدين
مما لا شك فيه أن هذا العالم المتداخل، وتلك التقنية المنتشرة، كسائر الوسائل المستخدمة في حياتنا اليومية؛ سلاح ذو حدين إما أن ينفعك في دينك ودنياك، إن أحسنت استثماره واستخدامه واتقيت الله فيه وجعلته نصب عينيك، وراقبته في كل حرف أو نظرة أو تغريدة أو مشاركة، بخلافه سيكون وبال عليك وستندم على كل لحظة قضيتها فيه.
فكل ما فيه مُسطّر مؤرشف مسجل موثق، لدى الشركة المؤسسة على هاردات وسيرفرات ضخمة غير محددة السعة، فقد يتم التلاعب بها أو الاختراق أو التغيير، لكن هنالك أرشيف وسجلات محفوظة عند رب الأرض والسماوات، لا تتغير ولا تتبدل، قال تعالى( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )[1]، من الأفعال قليلاً كان أو كثيراً ويضبطونه نقيراً أو قطميراً[2].
فالله الله في استثمارها بأحسن الأوجه وأنفعها وإياك ومغرياتها، فإما تكون نعمة تحصد ثمارها في جنات النعيم، أو تصبح نقمة تجني ويلاتها في أسفل سافلين – عياذا بالله- فهي بين النعمة والنقمة، والنتيجة إما ( فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ )[3]، وإما ( في ضَلَالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ )[4]، نسأل الله العافية.