أمُخـربٌ ياقُـدوَةَ الأنْـذالِ .. !
يارمْـزَ كُلّ سَفاهَـةٍ وضَـلال ..!.
طاوَلـتَ رَبّ العَـرْشِِ فِـي عليَائـهِ
وَعبثـتَ بالأوُطـانِ غَـيرَ مُـبالِ !.
أجْحفْتَ فِي أحْوالِ شعْبكَ غافِلاً
عَنْ دَورةِ الأيَامِ والأحْوالِ .
بعْثرتَ أمْوالَ البلادِ كأنْهَا
مِيرَاثُ جَدِكَ أوُ أبٍ أوُ خَالِ .!
وَترَكْتَ شعْبكَ للشقاءِ وَللضنَى
وَالشعْبُ - هُوَ - صَاحِبُ الأمْوَالِ
وَجُنِنْتَ. وَأوُدىَ بعَقلكَ كُلهُ
هَوَسُ الزْعَامَةِ فِي غيَابِ رجَالِ .!
قزْمٌ تَخيلَ نَفْسَهُ عِمْلاقٌا
إذْ ظنّ الجُنونَ .. يَزيدُ فِي الأطْوَال
وَكأنهُ فأرٌ يَتيهُ جَلالةً
بيْنَ الخنافِس فِي قذىَ الأوُحَال .
زَعَمَ الهدَايةَ وَافْترىَ ..!
فَكأنّهُ الدجّالُ .. أو أبَـو الدجّال .
فِي مَسْرحِ التهْريج أتقنَ دَورَهُ
وَكأنهُ في مَسْرَح الأطْفالِ .
مُتشدقاً فقدَ الحيَاءَ .. فتارَةً
ينْوي الغَبيُ .. زوَالَ كُلّ مٌحَال !
ظنّ التحَدي لُعْبةً .. فيَصِيحُ
في أبْواقِهَا: أنا قاهِرُ الأبْطالِ
أنا جمَاهيريتي العُظمَى .. وَمنْ يَسْمو لهَا
وَزعِيمهَا يزهو بِكُلِ جَلال ؟!
" الشرْقُ " يَعْرفُ مَنْ أنَا فيَجُلّني
و " الغرْبُ " يَرهَبُني .. فزادَ دلالِي !
فبدأتُ أنطحُ مَن أرَاهُ بِجبْهتي
أو أرفِسُ التالي لهُ بنعالي
حتى إذا قَلَبَ الزمانُ مِجنّهُ
وتراجَعتْ " ثوريتي " وأدْبرَ فالي
وَوقفتُ مَا بينَ الجمُوع مُجرّداً
مِنْ كُلِ أسْلحَتي وَكلّ رجَالي !
وَرأيتُ " أمْريكا " كَغُولٍ جَائعٍ
يَرْنوُ إليّ بقَسْوةٍ وتعَالِ
وَعَرَفْتُ أنْي صَيدهَا المَأمُولُ
إنْ لمْ أستجبْ . باللينِِ وَالإذلاَلِ
فَخلعْتُ أثوابَ العَفافِ أمَامَها
وَهوْيتُ مُنْبَطحاً .. بِلاَ سِرْوالِ .!
***
شعر / إبن الجبل