السبب المباشر للثورة تمثل في اعتقال سلطة الاستعمار البريطاني للزعيم سعد زغلول ونفيه إلى مالطة
بسبب مطالبته بالسماح لوفد مصري بالسفر إلى باريس للمشاركة في مؤتمر الصلح الذي أعقب انتهاء
الحرب العالمية الأولى الذي تحدد فيه مصير كل البلدان المستعمرة وبينها مصر.
لكن السبب الحقيقي للثورة التي شاركت فيها كل فئات الشعب كان مصدره الظلم والاستغلال الذي
مارسه الاستعمار في سنوات الحرب العالمية الأربع. حيث كانت بريطانيا تصادر محاصيل الفلاحين
وتجبر الشبان قسرا على الانخراط في القتال على جبهات فلسطين والعراق وبلجيكا وفرنسا فيما أسمي
"فرقة العمل المصرية" إضافة إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسكان جراء ممارسات الاستعمار.
واضطرت إنجلترا نتيجة للثورة إلي عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه
وعادوا من المنفى إلى مصر. وسمحت للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح
بباريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
تظاهرات 9 و10 يونيو 1967 ///
لم يكد الشعب المصري يستيقظ من صدمة الهزيمة التي ألقتها إسرائيل بجيوش ثلاث دول عربية هي
الأردن وسوريا ومصر واحتلالها للضفة الغربية وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء خلال حرب
يونيو/حزيران 1967, حتى بقرار الرئيس جمال عبدالناصر يوم 9 يونيو/حزيران بالتنحي عن منصب
الرئاسة سبب الهزيمة.
وبعيد انتهاء عبدالناصر من إلقاء خطاب التنحي خرج مئات ألوف المصريين إلى الشوارع في مظاهرات
استمرت يومين مطالبين ناصر بالعودة عن قراره. واعتبر المراقبون الزخم الشعبي المتمثل
بالمظاهرات عامل شحن حفز الجيش المصري على القتال لاستعادة الأرض المحتلة.