بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم ناصر السنة
ليكن قصدنا من طرح المسائل العلمية الشرعية الوصول إلى الحق فقط .... وهذا ظني فيك .... وليكن همنا جميعاً أن يجري الله الحق على ألسنة إخواننا ولو لم ينسب لنا منه شيء .
أما مسألة تارك جنس العمل فما أجمل كلام السلف في تقرير أصل هذه المسألة ، ،فجد أن كلامهم كلاماً ( مفهوماً ) بعيداً كل البعد عن التعقيد في العبارات ، ولا بد أيضاً أن نحدِّث الناس بما يفقهون .
فأقول مستعيناً بالله وبعد الاستقراء العام لكتب عقائد السلف – وهي كثيرة – أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة ( قول وعمل ) وهذا هو التعريف المختار لدقته وشموله .
فعندنا هنا ركنان : ركن القول وركن العمل ، ومن المعلوم أن الركن إذا فُقِد انتفت حقيقة الشيء ، فلا يُتصور قول بلا عمل كما لا يكون عمل بلا قول .
والشخص الذي يترك العمل بالكلية بمعنى أنه يعتقد ولا يعمل شيئاً من أعمال الإيمان فهذا أجمع السلف على كفره ؛ لأن المقصود بترك جنس العمل ترك العمل نهائياً ، وترك العمل بالكلية كفر، ولا يتصور أن يكون هذا الشخص مؤمناً ، والدليل على ذلك الفطرة والشرع والواقع ، وأكتفي بذكر دلالة الشرع لأهميتها؛ وهي أن الله رتَّب الفوز على الإيمان قولاً وعملاً ، فمن ترك القول كان كافراً وكذلك من ترك العمل كان كافراً ، ولكن لا بد في ترك العمل الترك النهائي .
أما إذا كان عنده قول ويأتي ببعض أفراد العمل كأن يصلي يوماً ويترك يوماً فهذا لا يكفر .
هذا الذي أعتقده من مجموع كلام سلفنا الصالح رحمة الله عليهم ، ولعلني لا أختلف معك في ذلك.
أسأل الله لي ولك التوفيق والهداية ، وأن يجيرنا من فتنة القول والعمل .