<span style='color:indigo'><div align="center">
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيراً مانرى من أهل الصلاح من يزل زلات , إنما أستدرجته إليها بطانة فاسدة
زينت له الباطل , وحجبت الحق عن عينيه, ومسؤولية أحدنا تبدأ من حســــــن
الإختيار للأصحاب , فالصاحب دليل على صاحبه , إذ أن النفوس المتما ثلــــــة
تتجاذب فيما بينها , كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( المــرء
على دين خليله , فلينظر أحدكم من يخالل) لأن أية صحبة لاتخلو من تأثيـــــــــر
وتأثر , وقد كان سلف الأمة يحرصون على الأنــــس بالجليس الصالــــــــــــح
والصاحب التقي , الذي يعين على الخير , ويزيل وحشة الغربة , وقــــد ورد
عن علقمة أنه حين قدم الشام كان غريباً دعـــــــــــا : ( اللهم يسر لي جليساً
صالحاً )لأن الجليس الصالح يذكرك إذا غفلت , ويعينك إذا تذكرت.
وخير الناس بالتقريب , هم أهل العلم والصلاح , وكلما كانوا من أهل العلـم
والتقوى كنت أبعد عن الزلل – بإذن الله – وأعلم رحمك الله أن كتمــــــــان
العيوب عن الصاحب خيانة , ورسولنا صلى الله عليه وسلم استعاذ من ذلك
: ( أعـوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة).
فالأمر يحتاج إلى التحري والإصطفاء البعيد عن الهوى , حتى يجد المـــرء
من يأمنه ومن يطمئن إليه.
ومن بركة البطانة الصالحة أنه تعمك الرحمة بينهم , وإن لم تكن بمنزلتهــم
فقد جاء في الحديث أن الله يشهد ملائكته بأنه يغفر لقوم جلسوا يذكرون الله
فيقول ملك : فيهم فلان ليس منهم , وإنما جاء لحاجة , فيقول الله عزوجــل
: ( هم الجلساء , لايشقى بهم جليسهم ).</div></span>