جميلٌ أن تندفعَ إلى ألوانٍ من أعمال الخير ، تهزُ بها نفسكَ ،
وتهزُ بها الحياةَ من حولك ..
وجميلٌ جداً أن تنافسَ المتنافسين للوصولِ إلى الفردوس ،
ورضوان من الله أكبر ..
وجميلٌ للغاية أن تحرصَ على أن تكون في المقدمة في هذه الميادين الراقية ..
وجميلٌ أن تكونَ من أصحابِ الهمة الذين لا يرضون بغير القمة ..!!
وجميلُ جداً أن تملأ وقتكَ بألوانٍ من الطاعاتِ فتغدو نافعا منتفعاً على مدار الساعة
وجميلٌ للغايةِ أن تصبحَ متميزاً كأنك الشامةِ في وجه الدنيا ..
ومن أجل ذلك كله ، فلكَ أن تفاخرَ نجوم السماء ، وتتجاوزها متسامياً عليها ..!!
كل ذلك جميل ورائع وطيب ومطلوب .. ولكن ............!!
ولكن مع هذا كله انتبه ...
انتبه لا يخدعنكَ الشيطانُ
فانتبه ، لا تعطهِ مجالا لذلك ، فإنه إذا لاحت له فرصةٌ ، شن على أرض قلبك حملةً قويةً ،
وجاس خلال الديار يعيث فيها فساداً ، ويجعل أعزةَ أهلها أذلة ..!!
وبذلك ينسف عليك كل ما بنيته ..!!
انتبه .. ولا تغفل عن ربك سبحانه .. فإنما أنتَ به ..!
تذكر دائماً وأبداً أنه سبحانه :
هو الذي وفقكَ .. وهو الذي أعانكَ ..
وهو الذي هداكَ .. وهو الذي يسر لك ..
وهو الذي قواك .. وهو الذي حبب إليك ..
ولولاه لم تصلح لشيء أصلاً ..!!
ولولاه لبقيتَ في ضلالك القديم ..!!
ولولاهُ لكنتَ من الغافلين الذين تعج بهم الارض ...!
لتفرح إذا نفعت غيرك ، وانتفعتَ أنت بسواك ..وعملت عملا صالحاً ..
ليتهزَ قلبكَ مسرةً بأنكَ أطعتَ الله سبحانه .. وعصيت الشيطان ،
وتغلبت على نفسك الأمارة بالسوء ..
وليكن أصل فرحكَ وسروركَ :
لأن اللهَ أعانكَ .. ووفقكَ .. وهداك .. ويسر لك .. وقواك .. وحبب إليكَ ..
فلا ينبغي أن تشغلنا النعمةُ عن المنعمِ بها ..
ولا الطاعة عن الموفق لها ، والمعين عليها ..
وبهذا ونحو هذا تسد الطريق في وجه الشيطانِ ،
لأنه إذا استطاعَ أن يتسللَ إلى قلبك ، سيبذر فيه بذور العجبِ ، والغرور ،
والكبر ، والاستطالة على الناس ، وغير ذلك من آفات ستحرق عليك بستانكَ كله ،
فإذا بكَ تقلّبُ كفيكَ على ما أنفقتَ فيها من وقت وجهدٍ وربما ومال ..!!
وها أنت تراها أمام عينيك خاويةً على عروشها ..!!
م ن ق و ل