كتبتُ إليكِ يا أمي
د.عبد المعطي الدالاتي
كتبتُ إليكِ يا أمي
نشيداً في المَدى انسَرَبا
أُعبّرُ فيه يا أمي
عن الدمع الذي انسَكبا
عن القلبِ الذي اضّطربا
عن الفكر الذي شرَدا
عن الشوق الذي اتَّقدا
ولم أُشعِرْ به أحَدا !
عن الأحزانِ في الصدر ِ
عن الأفراح في القبر ِ
فمنذ رحلتِ يا أمي
وحزني ، آهِ مِن حزني !
يُطاردُني
يحاصرُني
فتَفضَحُ عبرةُ العين ِ
بصمتٍ بعضَ أشواقي
فأسجدُ في مَدى الصبر ِ
وتسري نغمةُ الشكر ِ
بأعماقي وأوراقي
..
على الشباّكِ يا أمي
وقفتُ بظلِّ ذِكراكِ
هنا كنا بأكنافِ الهَنا نَسمَرْ
بظلّ الليلِ إذ أقمَرْ
هنا الأوراقُ والقلمُ
هنا التلفازُ والحرَمُ
هنا المصحَفْ
هنا الإيمانُ قد رفرَفْ
..
ولا تدرينَ يا أمي
ولا أدري متى ألقى مُحياّكِ ؟
دعوتُ اللهَ يا أمي
ليجمعَنا بميعادِ
هناكَ بصحبة الهادي
هناكَ سيَنجلي همّي
ويَسعَدُ قلبيَ الباكي
وحتى ذاكَ يا أمي
يميناً لستُ أنساكِ
***