فلا تحــــــــفلْ بقربٍ أو بعــــــادِ
إذا كان التغــــير في الليالـــي
فكيف يدومُ وُدٌّ في فــــــــــــؤادِ
ومنْ لك أن ترى قلباً نقــــــــياً
ولمَّا يَخْلُ قلبٌ مٍنْ سَــــــــــوادِ
فلا تبذُلْ هــــــواك إلى خـليلٍ
تظنُّ به الوفــــــــــاء . ولا تعــادِ
وكنْ متوسطاً في كلِ حـــــالٍ
لتأمنَ ما تخافُ من العِــنــــــــادِ
مداراةُ الرِّجَالِ أخـــــفُ وطْـــــأً
على الإنسان من حرب الفسادِ
يعيشُ المرءُ محبوباً إذا مـــــــا
نحا في سيرهِ قصدَ الســــــداد
وما الدنيا سِوى عجزٍ وحِــرصٍ
هُما أصلُ الخليقةِ في العـــــبادِ
فلولا العجزُ ماكان التصـــــافي
ولولا الحِـــرص ما كان التعــادي
وما عقد الرجـــــــــــالُ الودَّ إلا
لنفعٍ ، أو لمنعٍ من تـــــــعـــادي
وما كان العِداءُ يخــــــفُ لـــولا
أذى السلطان،أو خـــوف المعادِ
فيابنَ أبي ! ولستَ بهِ ، ولكن
كِلانا زرعُ أرضٍ للحـــــــصـــــــادِ
تأمل ، هــــل ترى أثراً ؟ فإني
أرى الآثـارَ تذهبُ كالرمــــــــــادِ
حياةُ المرءِ في الدنيا خـــــيالٌ
وعــاقبةُ الأمـــور إلى نــفـــــــادِ
فطوبى لامرئٍ غلبتْ هـــــواهُ
بصيرتُهُ ، فباتَ على رشــــــــاد