بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تغير أهل هذا الزمن
أحبتي في الله لقد تغير أكثر أهل هذا الزمن في أحوالهم الدينية تغيرا يدهش ذوي العقول تغيرا من أمعن النظر فيهم ظن أنهم ليسوا من فريق المؤمنين.
هذه الصلاة وهي عمود الإسلام آكد أركانه بعد الشهادتين,أعرضوا عنها,ولم يُبالوا فيها جهلوا ما هي الصلاة,وأي قيمة قيمتها وما منزلتها بين سائر الطاعات.
أما علموا أنها أول ما يُنظر فيه من عمل العبد يوم القيامة,فإن وُجدت تامة صالحة قُبلت منه,وسائر عمله,وإن وُجدت ناقصة رُدت إليه وسائر عمله,ثم تكون كالثوب الخلق فيُضرب بها وجه صاحبها.
أحبتي في الله إن الصلاة عبادة ومُناجاة,وقربى نظامُها الرُكُوع والسجود,مع التذلل والخضوع,وأقوالها القراءة والتسبيح والابتهال,إلى الله وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم وروحها الإخلاص لله وسرها إظهار العبودية والاستكانة لعظمة الرب جل وعلا.
إنها خمس صلوات في اليوم والليلة,خمس وقفات يقـفها العبد أمام سيده ومولاه خالقه ومدبر أمره ولها عند الله ثواب خمسين صلاة.
شُرعت لها الجماعة وأُمر ببناء المساجد لأجلها وشُرع لها الأذان لينتبه الغافل ويتذكر الناسي والجاهل,إعلاما لوقتها ليجتمع المسلمون إليها ويؤدونها في جو يسوده الإخاء والمحبة والإلفة.
وهي خير العبادات قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث (وجعلت قرت عيني في الصلاة) وكان صلى الله عليه وسلم يقول أرحنا يا بلال بالصلاة.
أحبتي في الله إن الصلاة كما علمتم عماد الدين ونور اليقين ومصدر البر ومبعث الخير العميم وعصمة لمن وفقه الله عن الفحشاء والمنكر ونجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
وقد جاء في الحديث الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال (من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاةً يوم القيامة).
أيها الأحباب إن الصلاة من أجل الشعائر الدينية وأعظم المظاهر الإسلامية ومن أشرف العبادات وهي خير ما يتقرب به العبد إلى الله وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تورمت قدماه.
أحبتي إذا فهمتم ما سبق من عِظم شأن الصلاة فما بال قومٍ يهملونها ويتهاونون بها ويتكاسلون عنها عند حلول وقتها وما بال أقوام يؤدونها على عجل وعلى غير وجهها وينفرونها نقر الغراب كأنهم مُكرهون عليها وينسون أنها وقفة أمام بديع السموات والأرض فمن الخير أن تطول هذه الوقفة قال صلى الله عليه وسلم (إن طول صلاة الرجل وقصر خُطبته مئِنةٌ من فقهه فأطيلوا الصلة واقصروا الخُطبة).
ومن المؤسف أن أكثر الخُطباء اليوم عملوا بخلاف ذلك فأطالوا الخُطبة وقصروا الصلاة فلا حول ولا قوة إلا بالله.
إن الله جل وعلا أنعم علينا بنعم عظيمة لا تعد ولا تحصى جعلنا من بني آدم وجعل لنا سمعا وأبصارا وأفئدة ومنحنا النشاط والقوة وشد أسرنا ووهبنا الصحة والعافية والرزق وسهل علينا الحركة والسعي.
هذا البعض اليسير من نعمه كُلُهُ كرما منه وتفضلا ولم يطلب منا إلا دقائق من يوم طويل نشكره فيها ونحمده ونسأله أن يعفو عنا ويرزقنا ويرحمنا ويحفظنا وأولادنا وأهلنا وهذه لا تخرج عن كونها لخيرنا في الدنيا والآخرة.
فمالنا لا نقوم بهذه الدقائق بجد واجتهاد وإخلاص ورغبة ونشاط ونسعى إلى مُناجاة مولانا وسيدنا راغبين,ونحافظ على أوقات الصلاة ونُقيمها على الوجه الأكمل لا شك أن العبد عندما يُحاسبُ نفسه يخجل ويستحي جدا ويتذكر أن الصلاة التي هي صلة بينه وبين مولاه لا تأخذ من يومه إلا دقائق بينما له باقي اليوم كله.
دعــــــــــاء
اللهم أرزقنا المعرفة على بصيرة بك وبأسمائك وصفاتك ووفقنا لما تحبه وترضاه من الأعمال وجنبنا ما تكره ولا ترضاه من الأقوال والأعمال وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار يا عزيز ويا غفار وأغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..