حفظ القرآن في سن مبكرة، وتميز بين أقرانه بحسن الحفظ والفهم معًا، ودرس سيرة السلف الصالح، ونهج نهجهم، وسار على طريقهم، حتى أصبح من الدعاة الكبار في اراكان ببورما.. إنه الشيخ الداعية الروهنجي مولانا هارون الرشيد، ذي الثمانية والثلاثين ربيعًا، هو من كبار العلماء والدعاة بمدينة أكياب، له دور كبير في نشر الدعوة وتعاليم الدين الحنيف بين أبناء المسلمين في أراكان، وكان ذلك مدعاة للتخلص منه بأي طريقة، وأيضًا التخلص من الدعاة في بورما ؛ وبذلك يتوقف المعين الصافي الذي ينقل الدين الحنيف لقوم أحبوا الإسلام، وعملوا على نصرته.في اليوم الثامن من أكتوبر الماضي، كان مولانا هارون الرشيد على موعد مع الشهادة -نحسبه كذلك- فقد مات في سجن بوسيدنغ في بورما، إثر تعذيب شديد تعرض له من القوات البوذية البورمية.كان الشيخ الفقيد قد تم اعتقاله في بداية شهر يونيو الماضي، بتهمة التورط في أعمال عنف طائفي في إقليم أراكان، وتعرض لتعذيب بشع من القوات البورمية، ولم يستطع الجسم النحيل تحمُّل التعذيب الشديد، وهو نوع من التعذيب لا يقل بحال عما تعرض له العامة في شوارع أراكان، على مرمى ومسمع من العالم كله، إن لم يكن ما تعرض له مولانا هارون الرشيد يفوق ما تعرض له مسلمو بورما بمراحل كثيرة..فالرجل داعية، وله باع طويل في نشر الدين الإسلامي في أوساط البوذيين، ومن هنا كان استهدافه في إطار إستراتيجية بوذية للقضاء على الإسلام والمسلمين في بورما، إن لم يكن في كل مناطق جنوب آسيا، بدليل ما تقوم به الهند جارة بورما الكبرى ضد مسلمي ولايتي اسام وكشمير ، وليس ما فعلته القوات الهندوسية في المسلمين بمدينة أحمد أباد في ولاية جوجرات، التي تم حرق المسلمين فيها حتى تفحمت أجسادهم، وهي وسيلة هندية وبوذية للقضاء على المسلمين، الذين يتكاثرون بنسب أعلى من غيرهم من الديانات الوضعية، لدرجة أن نسبة التوائم المسلمين في إحدى قرى ولاية كيرالا "خير الله" الهندية مرتفعة بشكل لافت.يقول أحد أئمة المساجد في أراكان: إن قوات الأمن البورمية تستهدف الأئمة والدعاة ويقتلونهم بأبشع صورة بعد اعتقالهم وتوجيه تهمة ملفقة لهم، كما كان يحدث للإسلاميين في مصر والدول العربية، الذين كانت حكوماتهم تُوجّه لهم تهمة قلب نظام الحكم.لم يكن مولانا هارون الرشيد هو الوحيد الذي تعرض لهذا التعذيب البشع، ولكن هذه خطط ممنهجة للقضاء على الإسلام، دون أن تتحرك منظمات المجتمع المدني، المتهمة هي الأخرى بأنها طائفية، فتقوم الدنيا ولا تقعد إذا تعرض أحد النصارى لمكروه، أما إذا كان المقتول مسلمًا؛ فلا بأس، فهم ضحايا حضارة الدم.فمن ينصر الله بهؤلاء؟! إن فعلناها فنحن إن شاء الله عائدون.المصدر: صحيفة الرحمة، العدد (48).منقول ---