بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على آخر الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ...
حياكم وبياكم وجعل الرحمن الرحيم جنات الخلد مثوانا ومثواكم
وهدانا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى ... وجعلنا كما يحب ويرضى ... وثبتنا على ما يحب ويرضى ... ونفع الله بنا أمته ... التي قال بها "كنتم خير أمة أخرجت للناس"
الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ... له الأسماء الحسنى ...
انه الله عز وجل الذي نحبه بالفطرة قبل أن نعي ونتوسع إلى قدرته وكرمه علينا يا بني البشر ...
انه لله عز وجل عدو ... ألا وهو الشيطان الرجيم ... أعلن الحرب عليه –تعالى الله عمّا يصفون- فكانت أداة الحرب هي انت ..
نعم أخي / أختي في الله ...
هو انت ... فأنت السلاح إما له أو عليه ... وعليك الإختيار ... إما ان تكون ممن تبيض وجوههم يوم القيامة ... وإما ان تكون ممن سودت وجوههم ...
بسم الله نبدأ
لو أتينا إلى بداية الخلق والخليقة لوجدنا أنه بسبب وسوسته هذا اللعين تغير الحال والزمان والمكان ... في قوله تعالى {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ } الأعراف20 فلولا ان الوسواس الخناس وسوس في اذن آدم في قطف تلك التفاحة لما كنا على هذه الأرض ... ولكنا في جنات تجري من تحتها الانهار ...
ولكن سبحان الله ... لم يترك الوسواس الخناس هذا أحداً بحاله من أنبياء ورسل وعباد الله والكفار و و و ... تثبيةً لقوله في هذه الآية {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } الحجر39 طبعاً هذا قول للشيطان الرجيم يحاد الله عز وجل ويقول له بأنه سيغوي (أي يفتن ويضلل) عباده في الارض اجمعين ...
انظروا احبتنا في الله ... أكملوا حتى النهاية ... لتروا ما أنتم عليه وكيف انكم مستغلون أسوء استغلال ... {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام43 أنظر درجة خبثه ... أنه يزين لنا العمل الطالح وأنه صالح ... فيجعلنا نبرر لأنفسنا المعاصي والفتن بطريقة فنية مبهرجة ...
وفي النهاية انظر ماذا يأتي ليقول ... {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }الحشر16هذا طبعاً بعدما يكون لا مجال للعودة التوبة ووقع الفاس في الراس.. حينما يقول الانسان "لعلي أعمل صالحاً فيما تركت" ويأتي يوم الحساب وتقول يا ربي إنه الشيطان الرجيم قد أغواني فيأتى بالشيطان ليُسأل فيقول أنا بريء مما يقول ويُكذِبك ...
الكتاب والسنة كما ذكروا لنا حقائق الأمور من معصية وذنوب وذكروا لنا مكائد الشيطان الرجيم لنا ... فقد ذكروا لنا طرق الحماية والوقاية وطغيان النفس الامارة بالخير على النفس الأمارة بالسوء ...
فانظروا هنا ....
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } البقرة168
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } البقرة268
{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91
{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } الأعراف27
هذه الآية هي باقي للشرح السابق عن أبوينا (سيدنا آدم وأمنا حواء) كيف فتنهم الشيطان واخرجهم من الجنة فيحذرنا الله عز وجل من ان يفتتنا كما فتنا أباءنا الأولين ..
{ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً }الفرقان29
أرأيتيم احبتنا كيف ان الشيطان خذولاً ... أي أنه سيخذلك يوماً ما ... إن لم يكن في الدنيا سيكون في الآخرة ...
{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } الحج53
اخواني في الله / اخواتي في الله ...
لا نريد الإطالة لكي لا يغلبنا الملل ويكون الكلام مكرر ...
ولكن المضمون هو نصر الله عزوجل بكل السبل والطرق ...
فكما هو الجهاد في سبيله لإعلاء كلمة الله هو الجهاد الأصغر ... فالجهاد على النفس الخبيثة التي يعبث بها الشيطان الرجيم هو الجهاد الأكبر ...
فالنبدأ الجهاد وليكن في أنفسنا أولاً ... لنستطيع الرقي بها ... لنصل إلى الجهاد الأصغر ... ولا ننسى دائماً قول الله عز وجل أنه لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ... أي أن قومنا واخواننا واخواتنا المسلمين والمسلمات ينتظرون تغييرنا الذاتي وانتصارنا على السواسواس الخناس ... لينتصروا هم هناك على عدو الله وعدونا الكافر الصهيوني ... فنحن من هنا وهم من هناك ... وفي النتيجة ستكون ...
نحن أمة اعزنا الله بالإسلام فمن اراد العزة بغيره أذله الله ...
إنها ووالله الحرب على الإسلام والمسلمين ... ولكن نحن لها بإذن الله ... وسنبدأ خطوة بخطوة ... لنصل إلى القمة ...
بقول ... كفى يا نفس ما كانا **** كفاكي هواً وعصيانا
اخيكم في الله
الأحبة
...