ماذا يعني انتمائي للإسلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


عاش العالم الإسلامي بعامة، والمنطقة العربية بخاصة، على مدى قرون عديدة فراغا قاتلا في شتى نواحي الحياة، وقد ظلت أمة الإسلام أسيرة ضياعها وشرودها، مأخوذة بالشعارات الزائفة، والمظاهر الخادعة، مما جعلها تتجرع كؤوس الهزيمة تلو الهزيمة!


إن هذا الفراغ لا يملؤه غير الإسلام: عقيدة ونظاما، أخلاقا وتشريعا... كل ذلك من شأنه أن يجعل الحركة الإسلامية أمام مسئولية تاريخية مصيرية... ومسئولية بحاجة إلى إيمان، وإرادة صلبة لا تلين، وتصميم أكيد يغيظ العدا... فهل يعي دعاة الإسلام هذه المسؤولية؟


هذا هو الأمل والمأمول من أمة الإسلام كافة، التي أخرجت للناس، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر...ومن رحم هذا المنطلق، ينبغي علينا أن نتساءل:


ماذا يعني انتمائي إلى الإسلام؟


يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز:


(هو سمّاكم المسلمين من قبل، وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم، وتكونوا شهداء على الناس) الآية- 78 سورة الحج


ولبيان معالم السؤال السابق، نتناول بشيء من التفصيل مبادئ أن نكون مسلمين:


أولها: أن نكون مسلمين في عقيدتنا... وهذا يعني:


1- أن نؤمن بأن خالق الكون إله قدير، عليم، قيوم.


2- أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثا.


3- أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قد أرسل الرسل، وأنزل الكتاب لتعريف الناس به، وبغاية خلقهم، ومنشئهم، ومعادهم، وقد كان آخر الرسل الكرام محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أيده الله سبحانه وتعالى بالقرآن الكريم، المعجزة الخالدة.


4- أن نؤمن بأن الغاية من الوجود الإنساني هي معرفة الله تعالى حق المعرفة، كماوصف نفسه، وطاعته، وعبادته.


5- أن نؤمن بأن جزاء المؤمن، هو الجنة.


6- أن نؤمن بأن القدر خيره وشره، (إنما هو من عند الله جل علاه، وجزاء بما تفعله أيدينا.


7- أن نؤمن بأن التشريع الإسلامي حق الله وحده ولا يجوز تعديه.


8- أن نتعرف على أسماء الله الحسنى، وهي التي تليق بجلاله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عيه وسلم:

(لله تسعة وتسعون اسما - مائة إلا واحدا ؟ لايحفظها أحد إلا دخل الجنة).


9-أن نتفكر في خلق الله، وليس في ذاته... وهناك آيات عديدة أشارت إلى صفات وكمالات الله تبارك وتعالى.


10- أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا.


11- أن نخشى الله في السر والعلن.


12- أن نذكره ونديم ذكره آناء الليل، وأطراف النهار.


13- أن نحب الله تعالى حبا يجعل قلوبنا شغوفة بجلاله.


14- أن نتوكل على الله في كل أمورنا.


15- أن نشكر الله على نعمائه، التي لا تعد ولا تحصى: (وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها). الآية 34 سورة إبراهيم

والله نسأل أن يديم على الأمة الإسلامية كل خير وسؤود.

آمين يا رب العالمين

أوضحنا في الموضوع السابق من هذا البحث أن المسلمين يعيشون على مدى قرون طويلة فراغا قاتلا في شتى مناحي الحياة، فعاشوا في ضياع وهلاك، مما جعلهم يتجرعون كؤوس الهزائم والنكبات.



ونواصل البيان والتفصيل، اجابة عن سؤال هذا المقال، فنقول: إن انتماءنا إلى الاسلام يعني: ان نكون مسلمين في عبادتنا، فالعبادة في الاسلام هي نهاية الخضوع لعظمة المعبود، ولذلك لابد ان نعي جيدا معنى: عبادة الله، ولعل من أبرزها:


1 - ان تكون عبادتنا حيّة متصلة بالله خاشعة لله سبحانه وتعالى نستشعر فيها حرارة الوصال، ولذة الخشوع .


2 - ان نكون حاضرين في قلوبنا منخلعين عن غيره جل شأنه.


3 - أن نحرص على قيام الليل، فان قيام الليل من اقوى المولدات الايمانية.


4 - ان تكون لنا مع القرآن الكريم جلسات وتأملات، خاصة عند مطلع الفجر، (إن قرآن الفجر كان مشهودا) الاسراء/78.



5 - أن نعي تماما أن الدعاء مخ العبادة.


يقول سبحانه وتعالى: (ادعوني أستجب لكم) غافر/60.


6 - أن نتوكل على الله العلي القدير عند النوم واليقظة، وان نحمده على نعمائه.


7 - أن نسأل الله العفو والعافية عند لبس الثياب.


8 - إن نتوكل على الله عند الخروج من بيوتنا.


وهكذا، فهي أمور كثيرة تدل دلالة قاطعة ان كل أمر من أمور حياتنا كلها مرهونة بيد الله سبحانه وتعالى مثل:


عند دخول المسجد، وعند الانتهاء من الطعام، وعند دخول الخلاء، وعند الخروج من الخلاء، وعند الجماع، وعند الأرق، وعند قيام الصلاة، وعند ركوب السيارة، وعندالسفر، وعند هطول المطر، وعند سماع الرعد، وعند رؤية الهلال، وعند المباركة بالزواج، وعند الهم والحزن، وعند زيارة المريض، وعند التعزية، وفي صلاة الجنازة.


وقل اللهم أنِرقلوبنا اذ هديتنا بعبادتك يا كريم يا غفار، سبحانك رب العزة والجلال.

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..~
بوركتم لجهودكم المميزه ..~!!