يتساهل البعض من الناس في إطلاق الأحكام على الآخرين تارة بالتكفير ، وتارة بالتفسيق ، وتارة بالمنافق ، وتارة بالعلماني ، وغيرها من العبارات والتصنيفات التي ابتتلي بها البعض منا بحسب الأهواء ، والمصالح ، والتحزبات .
وحينما يتحدث هؤلاء عن الآخرين في تحليلهم لرأي في قضية طُرحت ، تُصَبُّ الاتهامات الخطيرة ، وينطلق التراشق بكلمات وعبارات غير لائقة في وسائل الإعلام المقروءة ، والفضائيات ، والإنترنت .. زارعة بذور الشك والريبة والفُرْقة ، وإساءة السمعة والعداوة بين كيان مجتمعنا المسلم ، بدرجة لا تقل خطورة عما يفعله أعداء الإسلام .
وحينما ننظر إلى تعاليم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في معاملة الناس على الظاهر ، وعدم الدخول إلى البواطن .. بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - سريَّةً وفيها الصحابي الجليل « أسامة بن زيد » ، ففاجأت السرية القوم صباحاً فقاتلتهم ، وراع المسلمين رجلٌ من المشركين أوجع في الضرب ، وأكثرَ من قتل المسلمين ، ولكن الدائرة سُرعان ما دارت على المشركين فانهزموا وفروا ، فتعقب « أسامة » هذا المشرك وأدركه فقال : لا إله إلا الله ، لينجو من القتل ، وكان معلوماً مشهوراً أنَّ من قالها عُصِم دمه وماله ، فطعنه « أسامة » فقضى عليه ؛ لأن « أسامة » اعتقد أن هذا المشرك يخادع ، وما قالها إلا لينجو من السيف .. وذهب الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحدّثوه بما فعل « أسامة » ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأسامة : « أقتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله ؟ » ، قلت : يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح ، قال : « أفلا شققت عن قلبه ؟ » ، فما زال يكررها عليَّ حتى تمنيتُ أني أسلمتُ يومئذٍ. الحديث رواه البخاري ومسلم. وحلف « أسامة » ألاَّ يقاتل مسلماً بعد اليوم.
ما أروعَ سماحةَ الإسلام ! كلمةٌ واحدة تعصم وتحمي الأموال والدماء .. فهل نحن معتبرون بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم ، أم أننا نقوم على منهج الجهل والاجتهادات التي لا تقوم على أساس الكتاب
منقووووول للفااائدة