أن عزة النفس من الخصال التي يجب أن يتحلي بها كل مسلم . فهي تعني الارتفاع عن مواضع
المهانه . فهي تلقي علي صاحبها المهابة والوقار في عيون من حوله وتحرز له مكانة في قلوب الآخرين .
وعزة النفس يقابلها الضعة وهي انحدار النفس والمهانه . فعزيز النفس لايريق ماء وجهه , ولا يبذل
عرضه فيما يدنسه .ويحرص أن يبقي دائما موفور الكرامه , مرتاح الضمير مرفوع الرأس شامخا سالما من ألم
الهوان ومتحررا من رق الأهواء ومن ذل الطمع , لا يسير الا وفق ما يمليه عليه ايمانه ,ويدعوه اليه قال الامام
الشافعي رحمه الله :
أمتّ مطامعي فأرحت نفسي فان النفس ما طمعت تهون
أحييت القنوع وكان ميتا ففي احيائه عرض مصون
اذا طمع يحلّ بقلب عبد مهانة وعلاه هون
وقال:
رأيت القناعة كنز الفتي فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني علي بابه ولا ذا يراني به منهمك
وصرت غنيا بلا درهم أمرّ علي الناس شبه الملك
ولعزة النفس آثار عظيمه ليس علي الفرد فقط بل أيضا علي الأمة بأسرها .فأثرها علي الفرد أنها تجعله
يعرف قيمة نفسه فلا يوردها الا الي الموارد التي تليق بها .
,فيشعر بكرامة نفسه ويشعر بما لها من حقوق فلا يسمح لمخلوق أيا كان أن ينال ولو ذرة منها ويعرف
حقوق الغير فيؤدي ما عليه من واجبات ولا يظلم أحدا.
.أما أثر عزة النفس علي الأمه فجليل أيضا. فان الأمه التي تشربّ في نفوس أفرادها العزة يشتد فيها الحرص
أن تكون مستقله في شئونها غنيه عن الأمم ولا تنتهك حقوق من حولها .
ودمتم أختكم النقاء