الشيخ سليمان الدويش: الغامدي كذاب ومتناقض إلا أن يقبل الاختلاط لأهله والخلوة ببناته
صحيفة حرف - االرياض .
نترك القراء للاستمتاع برد الشيخ الساخن فهو لا يحتاج إلى تعليق.
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
فأحمد بن قاسم الغامدي كتلة من التناقض تدب على ظهر الأرض , ويكفي للتدليل على ذلك , ولبيان أنه لايعتقد ما يقول , وأنه دافعه الهوى ليس غير , ما قاله إجابة عن سؤال مقدم برنامج البينة , حول قبوله للرجل أن يختلط بمحارمه , وأن تقوم زوجته بفلي رأس الرجل بحضوره , فأجاب بأن العرف في زمننا يختلف عن العرف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم , وحين ذكَّره الدكتور على العمري في نهاية الحلقة الثانية بجوابه بالعرف , وأن العرف لايحكم النص , ذكر الغامدي أن مثل تلك الأحاديث التي جاءت بصورة معينة لها أسبابها كما جاء في حديث الفلي فلاينبغي أن يجعل لها معنى عامَّاً , وإنما يعمل بها على الصورة التي جاءت بها .
تُرى هل تجدون تناقضا أوضح , وجهلاً أفضح من هذا ؟ .
في تأييده لمذهبه الفاسد " تجويز الاختلاط " , احتجَّ بحديث أم حرام وجعله عمدة له , وعلق عليه كما في صحيفة عكاظ عدد رقم 3098 في 23/12/1430هـ قائلاً : " قلت : أخرجه البخاري ومسلم ، وفيه جواز دخول الرجل على المرأة في غير تهمة ، وفيه جواز فلي المرأة رأس الرجل ، ونحوه القص والحلق .
إلى أن قال : " ومن زعم أن ذلك من خصوصياته عليه السلام ، فقد تحكم بغير برهان فإن الخصوصية حكم شرعي لا يثبت إلا بدليل ، والأصل مشروعية التأسي بأفعاله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) وقال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ولا يترفع عن التأسي بأفعال المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا متهوك ضال .
والصواب أن فلي المرأة رأس الرجل من الأمور الجائزة ونحوه القص والحلق ، فالحديث يفيد جوازه وجواز الاختلاط . " .
فهو كما تلاحظون جعل فلي المرأة لشعر الرجل الأجنبي عنها وحلقه وقصه جائزا , وأن فعل ذلك من التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم , وأنه لايترفع عن التأسي بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم إلا متهوك ضال , وفي برنامج البينة حين طولب بالتطبيق على أهله , احتج بالعرف , وفي جوابه للدكتور العمري احتج بأن مثل تلك الأحاديث لها صورة معينة وأسباب لاينبغي أن يجعل لها معنى عامَّا , وهذا وربي من الهوى الذي أعمى بصيرته , والضلال الذي حرمه التوفيق .
[color=red]الغامدي الآن , ومن خلال هذا الشاهد الذي سقته لكم :
· إما أن يقول بالعرف , فيكون لامعنى لاستشهاده بالحديث , لأنه إذا كان العرف هو الحكم , وقد اعترف أن العرف في زمننا لايقبل بذلك , فقد أبطل حجته بجواز الاختلاط .
· أو أن يقول بأن للحديث صورة معينة , وسببا لاينبغي أن يجعل له معنى عاما , كما قرره في برنامج البينة , فيكون استشهاده به هنا لامعنى له , واعتماده عليه من قلة الفقه .
· أو أن يقول بأن الفلي والحلق والقص جائز كما قرره في عكاظ , وأن فعله من التأسي بفعل النبي صلى الله عليه وسلم , وأن من يترفع عنه متهوك ضال , فيلزمه أن يقبل بذلك لأهله , وألا يحتج بالعرف , ولا بخصوصية السبب , وإلا فهو متهوك ضال .
هذا التناقض والتخبط أوصله إليه جهله , واتباعه لهواه , وإلا فكيف يحار في مسألة جعلها عمدة له , وحجة لحديثه , ثم يتخبط فيها هذا التخبط الفاضح , إلا إن كان يرى أنه أغير على محارمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم على محارم المسلمين !!! .
أما إن قال بالأخرى وهي أن الفتنة في حق النبي صلى الله عليه وسلم مأمونة , وأنه معصوم , فهنا يحجُّ نفسه بنفسه , ويثبت حجة خصومه عليه .
أحمد الغامدي إما أن يقبل شرعاً , بأن تفلي زوجته رأس الرجل الأجنبي عنها , وتختلي به , أو أن يكون كذاباً غاشَّاً للناس , إذا كيف يذكر لهم ذلك , ويثبت لهم أنه جائز , ثم لايرضاه لأهله , فهل هو مترفع عن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ .
الغامدي إما أن يرضى أن يردف الرجل الأجنبي ابنته على الدابة , ويختلط بها في المصعد , أو يجلس معها على كرسي واحد , أو يختلي بها في أي مكان , أو أن يكون مخادعا كذابا , مترفعا عن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم , محرما لما أحله الله , متهوكا في دين الله حسب ماقرره هو بنفسه .
الغامدي إن كره ذلك لأهله , أو ترفع عنه , فلماذا يفتي الناس به ويفتنهم ؟ , فإن كان ما أفتاهم به خيرا , فخيرالناس خيرهم لأهله , وإن كان ما أفتاهم به شرا , فهو من رؤوس الضلال , ودعاة السوء والفتنة , وهو بهذا خائن للأمانة , غاش للأمة .
لن أسترسل في سرد تناقضات هذا المفتون , واكتفيت بنموذج واحد , لعل ذلك يكشف لمن انخدع ببعض كلامه الزائف حقيقة ماهو عليه من الجهل , وهذا المحكُّ والامتحان الذي امتحن فيه الغامدي كافٍ لكشف تناقضه , وهزال طرحه , وإلا فكيف يخاصم الناس في السنة , ويزعم أن القول بحرمة الاختلاط افتئات على الشارع , وابتداع في الدين , ثم ينكص عن التطبيق , ويلوذ بالعرف والخصوصية , ويلوي أعناق ما استدل به , حتى لا يطبقه على أهله , في حين لا يرى بأساً من أن يفعله الناس .
فهل هذا من الورع الذي أدركه الغامدي ؟ , ولماذا لايقبله على زوجته وبناته وهم ليسوا محلا للتهمة والريبة ؟.
وبعد هذا , فيا أيها الغامدي : هل علمت أنك إما متناقض كذاب , أو جاهل مفتون , أو أنك أردت من خلال طرحك مآرب لايعلمها كثير من الناس , الله يعلمها , وهي عند ربي في كتاب مسطور ( أحصاه الله ونسوه ) .
ليس العتب عليك فأنت بما سقتُه لك أعلاه لاتبحث عن حق , ولا تنشد إصلاحا , بل العتب على من ظن فيك خيرا , وأمَّل منك نفعا , وهو يرى منك البواقع تترى , والتقلبات والتخبطات , والله أعلم ما تخفي في نفسك مما قد تكشفه مستقبلا , إلا أن تتوب , أو تموت , أو تمنع , أو تعاجل بعقوبة من الله جل في علاه .
" إضاءة "
جاء في مصنف عبدالرزاق عن معمر عن قتادة ، قال معمر : وكتب به إلي أيوب السختياني أن أبا مسعود الانصاري رضي الله عنه دخل على حذيفة رضي الله عنه ، فقال : أوصنا يا أبا عبد الله ! فقال حذيفة : أما جاءك اليقين ؟ قال : بلى وربي ، قال : فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكر قبل اليوم ، وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل اليوم ، وإياك والتلون فإن دين الله واحد .
وروى الحاكم في مستدركه وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه عن حذيفة رضي الله عنه قال : ( إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا ، فلينظر , فإن كان رأى حلالا كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة ، وإن كان يرى حراما كان يراه حلالا فقد أصابته ) .
الاختلاط كان بالأمس حراما , ومن كبائر الذنوب , وكان لايقول به إلا السفلة , ودعاة الفتنة , وأنصار تغريب المرأة , فما باله أصبح اليوم مصطلحا مبتدعا , والقول به ابتداع في الدين , وتشديد على المسلمين , وابتغاء لغير الهدي المبين ؟ , فهل أوحي للقائلين بجوازه بشيء ؟ , أم علموا مالم يعلمه المحققون من أهل العلم ؟ , أم هي فتنة الشهوة والمنصب والمال ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له شيئا ) .
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين .
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقاوارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
الشيخ : سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش