براعمنا الصغار :
أحببت أن أوجه لكم تساؤل
كم تحفظ من كتاب الله؟؟
نعم أنتِ صغيرتي كم تحفظين من كتاب الله؟؟
هل تعلمين وهل تعلم أنك الان في سنوات عمرك الذهبية؟
هل تعلم ماذا اقصد بذهبية؟
ذهبية يعني انك تستطيع في هذا السن أن تقوم بأشياء كثيرة يعجز الكبار عن القيام بها إلا بمشقة بالغة ..
مثلا : هل تعلم أنك تستطيع حفظ القرآن بسرعة أكبر؟؟ ، وهل تعلم أنك لو حفظته بصغرك وداومت على متابعته أنه بإذن الله سيبقى معك نعم الرفيق في الدنيا والاخرة؟
هل تعلم أن الشافعي مثلا حفظ القرآن كاملا عن ظهر قلب وهو في سن السابعة؟
وهل تعلم أن الصحابي عمرو بن سلمة كان من أصغر الصحابة سنا وكان قبل إسلام قومه ينتظر الركبان ويسألهم ويسمع منهم القرآن ويحفظه وعندما قدم قومه على رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قدموا أكثركم قرأناً» قال فنظروا وإني لعلى حِواء عظيم، فما وجدوا فيهم أحداً أكثر قرأناً مني، فقدموني وأنا غلام !!
لم يكن لديه مصحف أمامه ولا كتاب ولا كمبيوتر ولا مسجل ولا أشرطة حتى يحفظ ولكنه كان ينتظر الركبان حتى يأتوا لمنطقته ويسمع منهم ويحفظ ؟؟!!
وأنت لديك كل الوسائل للحفظ ، هل تعجز أن تكون مثله؟؟؟
ولو رويت لكم من سير الصحابة والتابعين وتابعينهم وحتى من عصرنا هذا لوجدنا الكثير ممن نبغوا وحفظوا كتاب الله ....
طيب سؤال آخر : لماذا نحفظ كتاب الله؟؟؟ مالفائدة؟؟
قال الله تعالى " { سنقرئك فلا تنسى } "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران )) .
حفظ القرآن الكريم رفعة في الدنيا والآخرة،روى مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ))
روى أبو داود والترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((يقال لصاحب القرآن : إقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها ))
حفظ الرسول عليه الصلاة والسلام القرآن ووجب علينا اتباعه وحفظه
حملة القرآن هم أهل الله وخاصته كما في الحديث، وكفى بهذا شرفاً
حامل القرآن يستحق التكريم، ففي الحديث (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ... الحديث) فأين المشمرون؟
حافظ القرآن هو أولى الناس بالإمامة، ففي الحديث (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)
حافظ القرآن يقدم في قبره، فبعد معركة أحد وعند دفن الشهداء كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الرجلين في قبر واحد ويقدم أكثرهم حفظاً
وفي يوم القيامة يشفع القرآن لأهله وحملته، وشفاعته مقبولة عند الله تعالى، ففي الحديث (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). فهنيئاً لمن يشفع له هذا الكتاب العظيم في ذلك اليوم العصيب.
حفظ القرآن سبب للنجاة من النار، ففي الحديث (لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق) رواه أحمد وغيره. ويقول أبو أمامة: إن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآن
إن حفظه رفعة في درجات الجنة، ففي الحديث (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها). قال ابن حجر الهيتمي: الخبر خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها.
حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة، ففي الحديث – واللفظ للبخاري - : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة) فيا له من شرف أن تكون مع من قال الله فيهم { فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ)
حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة له، فحفظه يستلزم القراءة المكررة، وتثبيته يحتاج إلى مراجعة دائمة، وفي الحديث (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها).
حافظ القرآن يقرأ في كل أحواله، فبإمكانه أن يقرأ وهو يعمل أو يقود سيارته أو في الظلام، ويقرأ ما شياً ومستلقياً، فهل يستطيع غير الحافظ أن يفعل ذلك؟
حافظ القرآن لا يعوزه الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في حديثه وخطبه ومواعظه وتدريسه، أما غير الحافظ فكم يعاني عند الحاجة إلى الاستشهاد بآية، أو معرفة موضعها.
لا اريد أن أطول عليكم أكثر من ذلك ولكن كما رأينا أهمية حفظ القرآن ، هل سنبدأ من الان العزم لحفظ كتاب الله؟؟
مرفق التحفة العنبرية في شرح تحفة الأطفال ، وهو كتيب عن التجويد وأحكامه حتى يساعدكم في الحفظ
من منكم عنده المقدرة الان على حمل هذا الشرف العظيم؟؟؟