سؤال: ما هو السبب في تحريم الأغاني؟ مع أنها تريح الأعصاب وهي تبعث في النفس المرح والتسلية وأنا أحد هؤلاء الذين يستمعون إلى الأغاني وحاولت أن أمتنع عن سماعها لكن لم أستطع مع إني استطعت الإمتناع عن التدخين؟
جواب:نستطيع الإجابة على سؤالك من خلال الإنطلاق مما ذكرته من امتناعكَ عن التدخين حيث أنَّكَ قد امتنعت عنه من خلال وجدانك للمضرَّة الدنيوية الحاصلة بسببه،وكذلك الحال في الأغاني حيث أنه يجب علينا أن نلحظ الضرر ليس في المجال الدنيوي، بل يجب ملاحظة الضرر الأخروي وما أعظمه من ضرر وخسران مبين،قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}(لقمان:6)، وقد وردت الآية في حرمة الغناء عن آل بيت العصمة<img src='style_images/1/p2.gif'>.وربما يتصوَّر بعض الناس أن الغناء يبعث في النفس المرح والتسلية ولكن هذا المرح مرح شيطاني واتباع للخطوات الشيطانية،ومن قال بأنَّ كل مرح وتسلية مطلوب وجيِّد، فبعض الناس يجد المرح والتسلية في الزنا فهل نقول بأنَّـه ما دام يحصل ذلك فإننا لا نستطيع تركها رغم ما لهذا العمل من عواقب وخيمة.وعلى كلٍّ المطلوب إيجاد البديل لكلِّ محرَّم، وأن تُقوِّي إرادتك، ونشير إلى نقطتين مهمَّتين في طريق الوصول إلى المراد:-
1-مسالة الإرادة: فإن إرادة الإنسان إرادة قاهرة لكلِّ أمرٍ مستعصٍ ولا يتوفَّر الفرد منَّا على قدر من الإنسانية يتعاظم ويتعاظم إلا بمقدار وسعة إرادته، فكلَّما قويت هذه الإرادة واتَّسعَ نطاقها كلما كان الإنسان أكثر إيغالاً في الإنسانية، والإنسان المسلم بالخصوص-وعبر جملة التكاليف الشرعية المناطة به- يراد له من قِبَل الله سبحانه وتعالى أن يتوفَّر على ذلك القدر الكبير من تلك الإرادة، ولذا شرَّعَ له مجموعة من التكاليف تكفلُ له الوصول إلى ذلك المقدار من الإرادة.
2-مسألة التوبة: والتي هي غصن من شجرة الإرادة تلك الشجرة الكبيرة فحتَّى يسيرَ الإنسان في طريق الله سبحانه بأن يضمنَ لنفسه البقاء في خط طاعة الله، ويضمن كذلك مجانبة معاصي الله سبحانه يجدر به أن يلزم طريق التوبة ، طريق الطهور، فإن المعصية العالقة تزلُّ بالإنسان عن طريق طاعة ربِّه،ففي دعاء أبي حمزة الثمالي للإمام زين العابدين<img src='style_images/1/p2.gif'>:{فرِّق بيني وبين ذنبي المانع من لزوم طاعتك}. والمعصية العالقة تخلُدُ بالإنسان وتركسه في المعصية مرة بعد أخرى،كما في دعاء أبي حمزة الثمالي أيضاً:{ اللهم تُبْ عليَّ حتى لا أعصيك}.ولكنَّ توبة العبد الصادقة تؤذن بتوبة من الله تغسلُ أثريَ الذنب وهما:الإنحراف عن طاعة الله والإرتكاس في معصيته. ويجدر بالإنسان الراجع إلى الله سبحانه أن يتخذَ من أدعية الصحيفة السجادية لا سيما المناجاة الخمسة عشر {أن يتخذ منها غذاءً روحياً يُثبِّته في طريق التوبة}