السَّلاَمُ عَلَيْـــــــــــكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
قال رحمه الله تعالى في قوله تعالى :
( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علىالله حجة بعد الرسل ، وكان الله عزيزا حكيما )
هذه الآية فيها رد على الجبرية الذين يقولون : إن الإنسان مجبر على عمله ،
لأنه لو كان الإنسان مجبراً على عمله لكان لهم حجة ، سواءً بُعِث إليه الرُّسل أم لم يبعثوا ،
لكن بَعْثَ الرُّسل يقطع الحجة ..
وفيه أيضا ردٌ على من قالوا : : إنه لا عُذْرَ بالجهل ، لأنَّ الله تعالى قال :
( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علىالله حجة بعد الرسل )
مفهومه : لولا الرسل لكان للناس على الله تعالى حجة ، لأنهم كانوا جاهلين ،
فالصواب الذي لا شك فيه ، والذي تدلُّ عليه الأدلة أن الإنسان معذور بالجهل فيما يفعله ،
ثم إن كان ينتسب إلى الإسلام فهو مسلم ، وإن فعل ما يُكفِّر إذا لم تقم عليه الحجة ،
وإن كان لا ينتسب إلى الإسلام فهو كافر، لكنه إذا كانت الحجة لم تبلغه ،
فإن القول الراجح أنه يمتحن يوم القيامة بما شاء الله عز وجل ، ثم إمَّا إلى الجنة ، وإمَّا إلى النار .
أ – هـ