مشهد رقم - 1
ابنتي حبيبتي .. استعدي فهذا الخميس سيكون فرح إبنة صديقتي واريدك ان تذهبي معي .. اريدك ان ترتدي افضل واجمل ما عندك .. وياريت لو كان لباسك مفتوحا او قصيرا او ضيقا او شفافا لكي تظهرين أحلى وأحلى فعسى ان يرزقك الله بعريس أو بوالدة عريس تقع عيناها عليك وتعجب بك وبجمالك وجاذبيتك ... لا تنسي ان تكوني مؤدبة وذات دم خفيف ولبقة و و و والخ
مشهد رقم - 2 -
صديقتي الحبيبة .. الى متى هذا الوضع الذي أنت عليه ؟؟ خالطي ... تكلمي ... راسلي ... خذي رقما او أعطي رقما ... ضعي بياناتك في مواقع انترنت لا تجلسي هكذا مكتوفة الايدي فالرزق لا ياتي هكذا بل يجب على الواحدة ان تتحرك وتتلحلح حتى يراها فلان او علان او أم فلان والا ستحكم على نفسها بالموت او السجن المؤبد ان هي لم تتحرك .. العمر يمضي والان انت على مشارف الخامسة والعشرين وان لم تفعلي شئ وتدركي نفسك فستكونين ..... عانس
مشهد رقم- 3 -
الى متى هذا التخلف يا محافظة .. الى متى هذه الخيمة السوداء التي حجبت عنك كل خير .. منعت عنك العرسان ... اظهرتك بمظهر المتخلفة ... كيف سيتقدم اليك ويخطبك الشباب وانت خيمة مغطاة او محجبة محترمة ؟؟ انظري الى سعادة متحررة هانم شوفي الشباب حواليها من كل مكان وبمختلف المواصفات ... طبعا العملية تحتاج لشئ من الفهلوة والحركة والربشة التي تصنعينها للشباب بشئ من احمر الخدين والشفتين مع كم قطعة ضيقة او شفافة مع خفة دم وشوية كلام وفرفشة واخذ ورد مع هذا وذاك وبكدة يمشي سوقك وينهال العرسان عليك من كل حدب وصوب
ما مضى كان اكثر من نموذج حي وواقعي يحدث ويتكرر في مجتمعاتنا وبدون مبالغة على مختلف العادات والتقاليد والفروق البسيطة التي قد تكون في اللغة او المكان او الزمان او الطريقة والاسلوب ولكن المضمون والهدف والفحوى واحدة في جميع الحالات
فالنموذج الاول
كان لأم حريصة كل الحرص على تزويج ابنتها ولا ترى طريقة لتحقيق ذلك الا بشئ من التنازلات والخروج والظهور امام الامهات حتى تحوز البنت على اعجاب احداهن فتخطبها لإبنها.
والنموذج الثاني
فكان لصديقة ضلت الطريق وانخدعت بعوامل التعرية المدنية والاعلامية فظنت ما ظنت وحاولت ان تقنع به صديقتها المحافظة وان تضلها كما ضلت هي ...
ولا يبتعد النموذج الاخير
كثيرا عن سابقه فهو لفتاة محافظة محترمة تفكر مع نفسها ويوسوس لها شيطانها او هي جمل وعبارات يكتبها بعض كتاب الاعلام المخدوعين من دعاة التطور والمدنية الزائفة والتحرر والاباحية فحاولوا معها لكي تلقي حجابها وعفافها وتنطلق تناطح وتصارع وتقاوم وتفتن الرجال املا في الوصول الى قلب احدهم فيحصل المطلوب وتشبك السنارة وتسقط الفريسة وتحصل بهذا اما على عريس او على وظيفة ومصدر دخل جيد وبالجملة فإن الجميع كان وفي النماذج الثلاثة يبحث عن مطلب وغاية واحدة
رئيسية الا وهي" ظل راجل ولا ظل حيطة " " عريس يارب ".........
وهذا نموذج واقعي لإحداى الأخوات تقول فيه :
زميلتي تبلغ من العمر ..... عاما ، وحتى الآن لم يتقدم أحد لطلب يدها للزواج مع العلم أنها متدينة ، متخلقة و من أسرة محافظة ولا ينقصها شيء للزواج هذه المشكلة تؤرقها خصوصا و أنها تسمع تعليقات الآخرين و تقول أن هناك بنات أصغر منها سنا ، وأقل جمالا وهم متزوجين وعندهم أولاد ماهو ياترى سر هذا التأخر? وهل هي مسألة طبيعية أم تحتاج إلى علاج جزاكم الله خيرا
ومن هنا اردنا ان نطرح لحضرات الاخوات الفاضلات حلا نرجو ان يكون جذريا ويريحهم كثيرا من هذه المشكلة التي اصبحت تشكل كابوسا مزعجا لديهن ، ، بل وكانت من ناحية أخرى سببا لدى بعض ضعيفات وقليلات الإيمان في سلوك مسالك غير مشروعة للحصول على زوج ... فمثلا تقول إحدى الفتيات انها اضطرت لانشاء علاقة محرمة مع شاب حتى تستطيع ضمان زوج مستقبل خصوصا وسط الظروف الصعبة هذه الأيام في ايجاد زوج مناسب ... وتظن البعض بأن جلوسها في البيت سببا رئيسيا في عدم تقدم عرسان لها ... وانه كلما زاد خروج الفتاة وتعرضها للناس والمجتمع كلما زاد ذلك من فرصة معرفة الناس عنها والتقدم لخطبتها وهذا التوجه الاخير هو من اخطرواكثر ما يطرق عليه كتاب ودعاة التحرر والاباحية حيث يحاولون جهدهم لإقناع هذه الفئة من الفتيات بأن هذا هو السبب الرئيسي ولا شئ سواه وانها اذا خرجت وأسفرت وخالطت الشبان في الدراسة والرجال في ميادين العمل المختلفة ويصاحب ذلك قليل من تنازلات في اللباس والغطاء والحجاب والكلام والمخالطة فان هناك شبه ضمان أكيد بانها ستجد سوقا رائجا لها يكفل لها زوجا او عريسا في القريب العاجل وهذا ما راح اليه أحد كبار كتاب الصحف ...أحد كبار كتاب الصحف السعودية قبل فترة قصيرة في مقال شهير اثار اعتراضا عارما من قبل الغيورين والغيورات
لماذا يا من صدقت وانجرفت ولنصيبك بحثت وسعيت ؟
لماذا جعلت نفسك في هذا الموقف ؟
هل تخشين ان يفوتك القطار ؟
هل تظنين انك بهذه الطريقة تقدرين شيئا لم يكن قد كتبته الله لك ؟
وهل تظنين ان الفتاة اذا جلست في بيتها ولم يراها احد فان نصيبها سيتوقف ولن يعرف عنها احد مثلما يعتقد الكثير ؟
هل نسينا ان الله تعالى هو مقسم الارزاق والنصيب ولن يعجزه شئ في الارض ولا في السماء ؟
وهل نسيتن اخواتي الفتيات المسلمات أن الذي فرض على المراة القرار في البيت وعدم مخالطة الرجال وأمرها بالعفاف والحجاب الكامل والحياء و عدم السفور أو بعدم العمل في وظائف لا تليق بها ورغّب فيه ووعد بالاجر لمن تتحلى وتمتثل لذلك، انه هو وحده القادر على الاتيان برزق ونصيب لهذه التي امتثلت لاوامره وجلست في بيتها عفيفة مصانة تنتظر رزقها من خالقها الذي استجابت لأوامره ؟؟ فهل بالمخالطة المباشرة او عبر وسائل اعلام او من خلال العروض في الانترنت او بالتعرف والظهور والبروز توقع او احتمال لزيادة العرسان المتقدمين ؟؟؟!!!
أختي الفاضلة العفيفة المصانة
لتعلمي يا اخية بأن الأمر على العكس من هذا تماما ... فإن العلاقة بين الالتزام والنصيب هي علاقة طردية وليست عكسية ، أي كلما زادت التقوى والعفاف والالتزام كلما زاد توفيق الله وفتح أبواب الرزق والنصيب وليس العكس ، فلا تصدقي ما يشاع او يذاع او يعلن او يشهر فما الذي يحدث هذه الأيام الا انتكاس للفطرة والعياذ بالله لدى كثير من المسلمين والمسلمات الذين يفكرون بهذه الطريقة وبلا شك يعتبر سوء ظن عظيم بالله ... عاقبهن عليه الله بان أوكلهن لأنفسهن فظنت الفتاة انها هي من بيدها إيجاد الزوج والوظيفة والمال والرزق والجاه وحب الناس فراحت تتخبط وتزاحم في الاماكن والمواصلات والوظائف والأعمال ... فلا والله حاشى لله الذي لم يدع ولم ينس الطير في عشه والديدان في جحرها والحيتان في بحرها من رزقها المقدر لها ، حاشى له سبحانه من أن ينسى اكرم مخلوقاته وهو الانسان والأضعف والأحوج إلى اليه – ومن منا ليس بالأحوج إلى الله - وهنّ إماء الله إذن الان وبعد كلما ما تقدم .. اين المشكلة .... وكيف يكون الحل ؟
إنه في المسلمين والمسلمات أنفسهم ... في اليقين والتوكل على الله .. في حسن الظن
بالله ... في الالتزام باوامر الله ... لما ظننا اننا نحن من يحقق الأقدار أوكلنا الله إلى انفسنا لنرى هل نحن فعلا من يحقق الأقدار ام الله ؟
ان الطريق والعلاج سهل وميسر ومعروف سلفا ويتمثل في قوله تعالى :
"ومن يتق الله يجعل له مخرجا ... " .... "ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا".. " آية 2 ، آية 4 سورة الطلاق
وجماع الأمر كله تقوى الله - والدعاء بقلب متوكل ومقتنع ومعتقد ومتيقن تمام اليقين ان الرزاق هو الله وأنه هو وحده القادر على ان يرزق كل فتاة بما تريد وبالسعادة دنيا وآخرة........