بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان موسم إطفاء الحرائــق ..
الحلم والعفو من أجمل أخلاق رمضان، فهو شهر المغفرة والعفو،
مما يغري العبد بأن يعفو عمَّن أساء إليه أو ظلمه،
ولا يوقع به العقوبة عند القدرة عليه، طمعًا في أن يعامله الله بالمثل ..
وقد قال
( فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم )
[متفق عليه]
أربـــاح التحلي بالحلم
1) مغفرة الله وعفوه ..
قال تعالى
{.. وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
[النور: 22]
2) يكفيك أن الله مطلع على نقاء قلبك.
3) تحقيق العزة والانتصار على النفس ..
قال رسول الله
(.. وما زاد الله عبدا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله)
[رواه مسلم]
4) التفرغ لمعالي الأمور ..
فلا وقت للعظماء حتى يقفوا عند التوافه.
5) القدرة على التركيز والإبداع والسلامة من التشتت.
6) الستر وامتلاء القلب بالرضـا ..
قال النبي
(.. ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظًا
ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة،
ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى
قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل )
[حسنه الألباني، صحيح الجامع (176)]
7) الحلم دليل قوة إرادة صاحبه ..
قال النبي
( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
[متفق عليه] ..
والصُّرْعَة هي: مغالبة الناس وضربهم.
8) الحلم أفضل وسيلة لكسب الخصوم وتحويلهم إلى أصدقاء ..
قال تعالى
{.. ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
[فصلت: 34]
9) التفرغ للنفس وإصلاح عيوبها.
10) بقاء الهيبة ..
لأن من حاسب على كل شيء هانت نفسه وتجرَّأ عليه أراذل الناس.
11) تحقيق الهدوء النفسي والاستقرار الداخلي ..
لسلامة القلب من شوائب العتاب والخصومات.
12) التسامح علاج لأمراض كثيرة ..
كالكذب والبخل والغضب والجبن والخوف والقلق.
13) إبقاء المودة ..
فمن كثر عتابه، قل أصحابه. نور قرآني
قال تعالى
{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
[الأعراف: 199]
هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم ..
فالذي ينبغي أن يعامل به الناس،
أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق،
فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به،
من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم،
ولا يتكبَّر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره،
بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم.
{وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد.
ولما كان لا بد من أذية الجاهل،
أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله ..
فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ،
ومن ظلمك فاعدل فيه.
[تفسير السعدي]
الرســول قدوتنــا
فلقد نال رسول الله الشتائم والسِبابَ من كافة فئات المجتمع ..
فقد هجاه الشعراء، وسخر منه سادة قريش، ونال منه السفهاء بالضرب بالحجارة،
وقالوا عنه ساحر ومجنون وغير ذلك من صور الأذى التي كان يتلقاها رسول الله
بسعة صدر وعفو وحلم وتسامح ودعاء لمن آذاه بالمغفرة والرحمة.
ومن حلمه وعفوه مع الأعراب ..
فحينما أقبل عليه ذلك الأعرابي الجلف، فشد رداء النبي بقوة،
حتى أثَّر ذلك على عنقه، فصاح الأعرابي قائلاً: مُر لي من مال الله الذي عندك،
فقابله النبي وهو يضحك له، والصحابة من حوله في غضب شديد من هول هذا الأمر،
وفي دهشة من ضحك النبي وعفوه وفي نهاية الأمر،
يأمر النبي صحابته بإعطاء هذا الأعرابي شيئًا من بيت مال المسلمين.
من درر الأقوال
قال ابن القيم:
"فإِن المخلوق يحلم عن جهل ويعفو عن عجز، والرب تعالى يحلم مع كمال علمه،
ويعفو مع تمام قدرته، وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم،
ومن عفو إلى اقتدار؛ ولهذا كان في دعاء الكرب وصفه سبحانه بالحلم مع العظمة،
وكونه حليمًا من لوازم ذاته سبحانه".
وقال أبو بكر بن عبد الله:
"أطفئوا نار الغضب بذكر نار جهنم".
وغابت شمس الحلم
فخسر الناس صيامهم:
بغضب في قيادة السيارة أو في تحصيل حق.
بمشاجرة مع موظف في مصلحة حكومية.
بنزاع بين اثنين انتهى بسباب وشجار.
بخلاف بين زوجين أدى إلى خصومة وهجر.
كفانا كلامًا .. أرونــــا العمل
1) إذا تملك منك الغضب فأسرع بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم،
وقل: إني صائم إني صائم!!
2) لا تنتقم لنفسك ..
وإنما اجعل الانتصار حين تُنتهك محارم الله.
3) اقتد بنبيك فلا تغضب لنفسك ..
وإنما اجعل طاقة الغضب كلها لله.
4) ارحم الجهلاء بأن لا تقابل إساءتهم بمثلها ..
فتكون من عباد الرحمن الذين قال الله تعالى فيهم:
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا }
[الفرقان: 63]
اللهم ارزقنا الحلم والأنابة، واجعلنا من الذين إذا جهل عليهم صبروا،
واجعلنا ممن إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا،،
لا تكن أنانيًا
انشر الموضوع بين أصدقائك وإخوانك .. أو قم بطباعته وعلِّقه في مسجدك
أو مكان عملك أو دراستك .. فالدال على الخير كفاعله.
من
بريدي