السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أُمّتِي ! كـم غُصّـةٍ داميـةٍ *** خَنَقَتْ نَجوى عُلاكِ في فَمِي ؟
أيّ جُرحٍ في إبائـي راعِـفٌ *** فاتَه الأسـى ، فلـم يَلتئـمِ
كم أغضيتِ على الذّل ولـم *** تَنفضي عنك غُبـار التُّهَـمِ
أمتي ! كـم صَنَـمٍ مَجّدتِـه *** لم يَكن يَحمل طُهر الصّنـمِ !
اسمعي نوح الحزانـى واطربـي *** وانظري دمع اليتامى وابسمي !
هذه أمـة المجد
هذه أمة الإباء
هذه أمة العـزّ
إيهٍ أمتي ..
أوَ ما كنتِ إذا البغي اعتدى *** موجةً من لهيب أو مِن دمِ ؟
بلى وربّـي
فما بالها هانَتْ ؟
وما لها ذلّـتْ ؟
ويح أمتي تَسمع أنين الثكالى .. ونَوح الحزانى .. وضجيج البائسين ..
ثم تضجّ في لهوها
وتتقلّب بين الأنغام
وترقص على الجراح
كم والله تعتصرنا الآلام حينما نتذكر ما كان يُسمى بـ ( الرَّجُل المريض )
كانت الدولة العثمانية – على ما فيها – في أواخرها تُسمى : الرَّجُل المريض
وفي المقابِل كانت بريطانيا تُسمى : ( الدولة التي لا تَغيب الشمس عن ممتلكاتها )
وهذان الوَصْفَان كافِيان في تصوّر الحال قوّة وضعفا .
آنذاك .. رسم رسّام ( كاريكاتوري ) بريطاني ، رَسَم دِيكاً وتسع دجاجات خلْفَه ، [ يُشير لعنه الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه ] فانتفضَتِ الدولة العثمانية ( الضعيفة الهزيلة ) وطالَبَتْ بِمحاكمة الرسّام وتسليمه للدولة العثمانية ..
وحُوكِم الرّجل ، وقدّمت الصحيفة اعتذاراً ، بل قدّمته الدولة التي لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها !
وفي زمان مضى تجرأ رئيس نصراني فكَتَب إلى خليفة المسلمين ، كَتَب إلى هارون الرشيد ، فما كان من هارون الرشيد إلا أن قَلَب الكِتاب ، وكَتَب خلفه :
من هارون أمير المؤمنين إلى
( نقفور كلب الروم ) قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة ، والجواب ما تراه دون ما تسمعه . ثم شَخَصَ من فوره وسار حتى نزل بباب هرقلة ففتحها واصطفى ابنة ملكها ، وغنم من الأموال شيئا كثيرا ، وخَرّب وأحرق ، فَطَلَبَ نقفور منه الموادعة على خراج يؤديه إليه في كل سنة ، فأجابه الرشيد إلى ذلك . [ تاريخ الطبري ، المنتظَم ، والكامل ، البداية ] .
ولما كَتَب الأذفونش إلى الأمير أبي يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن كتاباً رد عليه الأمير بأن مزّق كتابه ، وكَتَبَ على ظهر قطعة منه : ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ) الجواب ما ترى لا ما تسمع .
ثم أمَرَ بِكُتُبِ الاستنفار ، واستدعى الجيوش من الأمصار ، وضرب السرادقات بظاهر البلد من يومه ، وجمع العساكر وسار إلى البحر المعروف بـزقاق سَبتة ، فَعَبَرَ فيه إلى الأندلس وسار إلى أن دخل بلاد الفرنج ، وقد اعتدّوا واحتشدوا وتأهبوا ، فكسرهم كسرة شنيعة ، وذلك في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة [وفيات الأعيان ] .
فلله درّه :
ولا كتب إلا المشرفية عنده *** ولا رسل إلا الخميس العرمرم
هكذا عَـزّتْ أمة الإسلام في أوربا ، حينما كان الجواب في المهند والحسام
ثم ما لبثتْ أن كان الجواب : دفع جزية ! وتحالفات مع العدوّ ! ورقص وطَرب
فَخَرج آخر أمرائها يَبكي كالطفل ! توبّخه أمّه .. ويذرف دمعه !
فَكَم تحتاج الأمة إلى أن تستعيد تلك العزّة ، وتتسنّم تلك الكرامة ؟!
تَحتاج هَـمّ وهِـمم
كم بين هـمٍّ وهَـمّ ؟
حينما كان الهمّ تعبئة الجيوش أفلحنا
وعندما أصبح الهمّ تعبئة الجيوب خسرنا !
وفَرْق أيما فرْق بين تعبئة الجيوش وبين تعبئة الجيوب !
همّ أناس في مصالح أمّتهم
وهمّ آخرين مصالحهم الشخصية !
أسلافُنا أعدّوا العُدّة
ونحن عَددنا العَدد ..
فأعجبتنا كثرتنا ، إلا أنها غثاء ..
فماذا صنعت أمـة المليار أمام إهانة نبيِّها وكتاب ربِّـها ؟
إن لم تنتفض الآن فمتى تنتفض ؟!
أما والله لن تُفلِح أمة الإسلام براقص ماجِن ، ولا بِمُغنٍّ مُخنّث ، ولا بِلاعِب ضائع !
ولا بِمنطق الرويبضة ونُطقِـه !
ولا أن يَسود القبيلة مُنافِقوها !
ولن يُفلِح ولن يَصلُح آخر هذه الأمـة إلا بما صَلَح به أوّلها .
ولا استعزّت الأمّـة إلا يوم أن أخذت بمعاقد العِـزّ
ولا انتصرتْ إلا يوم أن أخذت بأسباب النصر
أوَ ما كنتِ إذا البغي اعتدى *** موجةً من لهيب أو مِن دمِ ؟
أوَ ما :
كنا جبالا فـي الجبـال وربمـا *** سرنا على موج البحـار بحـارا
بمعابد الإفرنـج كـان أذاننـا *** قبل الكتائب يفتـح الأمصـار
لم تنس أفريقيا ولا صحراؤهـا *** سجداتنا والأرض تقذف نـارا
وكأن ظل السيف ظل حديقـة *** خضراء تنبت حولنـا الأزهـار
ورؤوسنا يا رب فـوق أكفنـا *** نرجو ثوابك مغنمـا وجـوارا
أم من رمى نار المجوس فأُطْفِئـت *** وأبان وجه الحـق أبلـج نيـرا
ومن الذي بذل الحياة رخيصـة *** ورأى رضاك أعز شيء فاشترى
نحن الذين إذا دُعـوا لصلاتهـم *** والحرب تسقي الأرض جاما أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبروا *** في مسمع الروح الأمين فكبـرا
وقول الله أصدق وأبلغ :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) ..
اللهم هيئ لأمة الإسلام من أمرها رشدا
وانصرها على عدّوها
كتبه الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله
مقآل للشيخ الفاضل / نسأل الله آن ينفع به ...}
إضــافة ....للمقآل ...}
سبحان الله العظيم اين نحن عندما نقرأ عن امجاد الآمة وننظر الى حالها الآن ؟!!!
الآ نشعر بالحسـرة والالم على ماوصلنا الية الآن ؟!!
فكيف كان آطفال المسلمين سابقاً ..!!وكيف حالهم حالياً ..؟!!
نسأل الله حُسن الختــام
وأين نحن من الصحابي الجليل خبيب بن عدي ـ رضي الله عنه ـ ...
واسمهما : مُعَوَّذ ومُعَاذ أبناء عفراء ...
في حوالى السادسة عشر من عمرهما كانا يبحثان عن أبي جهل في معركة بدر
فأين معوذ هذا الزمان ومعاذ هذه الأمة من لرسول الله اليوم ...!!!
بحثاً عن أبي جهل فلما صفت الصفوف يقول عبد الرحمن بن عوف :
فإذا أنا بين صبية صغار فضاق صدري لأني أردت رجالاً يحمون ظهري
فلما تكلما علمت أنهما من أرجل الرجال ..
قالا : يا عم أين أبي جهل ..؟
فقلت : وماذا تريدان منه ..!؟
قالا : سمعنا أنه كان يسبُّ النبي صلى الله عليه وسلم ..
قلت : فماذا تفعلان إن عرفتماه ..!!؟
قالا بنبرة المحب الصادق الشجاع :
والله إن رأيناه لا يفارق سوادنا سواده ، والله لا نجونا إن نجا فلما ظهر له أنهما صادقين
أخبرهما بمكانه فانطلقا إليه كالسهم وخرقوا الصفوف وابتدروه بأسيافهما حتى أردوه قتيلاً ..
ورجعا للحبيب صلى الله عليه وسلم يزفان البشرى كلٌ يقول:أنا قتلت عدو الله
ختاماً أسال الله أن يعيد لامتنا الإسلامية أمجادها و نصرها