÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
الخطبة الأولى
÷÷÷÷÷÷÷÷÷
عباد الله
إن فتياتنا هنّ فلذات أكبادنا ومهج قلوبنا،ومن أفضل ثمارنا وخير زروعنا..
وكذلك زوجاتنا وأخواتنا هنّ الرياحين العطرة في حياتنا،والأزاهير النظرة في مجتمعاتنا..
أراد الله لهن أن يعشن في حفظٍ وكرامةٍ,و عزةٍ ومنعةٍ..بنورِ الشريعة الوضاء...
فشرع لهنّ الحجاب لئلا تلتهم أعراضهن الأعين الخائنة،
ومنعهن من الاختلاط لئلا يكنّ حمىً مباحاً أو حقاً مشاعاَ للأنفس المريضة,
وأمرهن بالقرار في البيت- إلا لضرورة- ليبقين جواهرمصونة,ودرر مكنونة,
في مأمنٍ من عبث الأيادي القذرة,ونظرات السهام المسمومة,
حفاظا على كرامتها وحماية للمجتمع...فالمرأة عضواً فاعلاً في المجتمعِ إذا عرفت قدر
نفسها،ووعَت دورها ورسالتَها ،حينما تتربى من صِغَرِها على معاني الفضيلةِ ،
وتشب على مناظرِ العفافِ ، وتحيا مستمسكةً بالعروةِ الوثقى، مطبِّقة لتعاليم الدينِ
ومبادئه القيمة ، مترفعةٌ عن السفاسف،مقبلةٌ على المعالي ،يخفقُ قلبُها بحبِّ الله تعالى
،ويشرق بنورالإيمان ،ويأنف الحب الرخيص الساقط ،
وحينما تعلم أن المرأة بلا عفة ولا حشمة باطن الأرض خير لها من ظهرها،،،
فجذوة الإيمان التي توقدت في قلبها أنارت بصيرتها، وأحيت ضميرها ، وزكّت نفسها
واستقامت بها جوارحها فتحولت إلى طود شامخ ..لا تزلزلها الشهوات الآثمة،ولا تغريها
النزوات المحرمة،لهل أسوة بأولئك النسوة المؤمنات اللاتي يرين دينهن أغلى ما يملكن
في هذه الدنيا،فيبادرن لتنفيذ أمر الله بلا تردد
قالت عائشة رضي الله عنها في وصفهنّ : لقد أُنزلت سورة النور: (وليضربن بخمرهن
على جيوبهن) فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها، فما منهن امرأة
إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح، معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان"
فهل نعجب من اهتمامهم أوليائهن بتعليمهن الأحكام؟؟
أم من مسارعتهن لتطبيق أمر الله ..
فلم ينتظرن حتى يشترين أو يخطن أكسية ملائمة ؛ بل أي كساءٍ وجد، وأي لونِ تيسر،
فإن لم يوجد..شققن من ثيابهن ومروطهن، غير مباليات بمظهرهن
الذي يبدون به إرضاءً للخالق العظيم .
إنها عزة الإسلام حين تتوج رأس المسلمة لتطمس بنورها ظلمات المنهزمين...
وأصغوا رحمكم الله لهذا المشهد الذي حدث لأفضل النساء بين أفضل الرجال وهم خارجون
من المسجد النبوي بعد أداء فريضة من فرائض الله...خلف أطهر الخلق،مع أزكى البشرية
فقد روى أبو داوود في السنن عن أبي أسيد الأنصاري أنه سمع رسول الله-صلى الله
عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء ((استأخرن فإنه ليس لكُنّ أن تحققنْ
الطريق عليكنّ بحافات الطريق)): " فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى
إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها بها "!! ......
ألا يتحرك قلبك ..؟ ألا يهتز جنانك ..؟ ألا تًهمُل دمعتك أمام هذه الصورة التي هي
في غاية الحشمة والطهارة والاستجابة لأمر الله ورسوله .؟ و بين ظهرانيهم سيد
الأولين والآخرين صلوات ربي وسلامه عليه ورحمة الله على تلك الأرواح الطاهرة ...
أيها المؤمنون..
إلا أنّ رياح التبرج السفور بدأت تعصف بهذه الزروع اليانعة
وتلك الأزهار المتفتحة-في أرض الجزيرة- كما عصفت بالكثير من المجتمعات..
كتب أحد المفكرين الإسلاميين عن بلده التي
كانت في بداية القرن الماضي تنعم نسائهم بالحجاب الكامل يقول
: ((كانت الطالبات مستقلاتٌ عن الطلبة،وكنّ يأتين إلى المدارس ويرجعن مع آبائهم ،
ثم بدأ الاختلاط بدعوى نقص المدرسات فخلطوا صغار الطالبات مع الطلبة ثم خلطوا
المرحلة المتوسطة ثم الثانوية تدريجياً، وتساهل الناس بتقبل ذلك .
وبدأ التغيير في الحجاب بألوانٍ العباءات ورفعٍ لمستواها على الجسم
وكشفٍ للوجه ثم جزءٌ من الرأس حتى ألغي تماماً)
فأصحاب الشهوات،ودعاة الرذيلة والسفور من العلمانيين والمنافقين..
وعملاء الغرب الذين أنبتوهم في أرضنا لقيادة المجتمع لما يريدون ،وتنفيذ رغباتهم
كما قال المنصِّر زويمر إن خبرة الصيادين تعرف
أن الفيلة لا يقودها إلى سجن الصياد الماكر إلا فيل عميل أُتقن تدريبه)
كلهم يسعون بكل مكرٍ وتخطيط لإخراج المرأة المسلمة من بيتها وتعريتها
وتغريبها ونزع حجابهاوإحلال السفور مكانه لتقويض دعائم الشريعة وإفساد المجتمع،
من خلال قنواتٍ خارجية ومجلاتٍ داخلية ودعم صليبي حاقد وصهيونيي ماكر..
من..(الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا)
بتشجيع السفور والعري والاختلاط،ودفع المرأة إلى ميادين العمل المختلط،وتشجيعها
على ارتياد الأماكن العامة ، والتساهل في العلاقات بأشكالها بين الرجل والمرأة،
و التهوين من سفر المرأة وتنقلها في أي مكان في الأرض بلا محرم،في سلسلة طويلة
حلقاتها متصلة..متدرجين من لألبسة الضيقة كالبنطلونات ونحوها التي تحجم الجسم
وتظهر مفاتنه إلى عباءات مخصَّرة ومزركشة لا تمتّ للحجاب بصِلَة، مروراً بإخراج
الوجوه متجمِّلة ومتزينة بالأصباغ بحجة أنّ في كشف الوجه خلاف...وانتهاءً بتحوّل
الحجاب من مقصده الأسمى وتفريغه من هدفه الأسنى ليكون زينة في ذاته...
و تلك هي بداية الخطر الماحق الذي ينسف بالمجتمع من جذوره
بسبب فتنة النساء حين نتساهل فيها،
في غفلة وحسن ظن زعماً أنّ المرأة في مجتمعنا محصنةٌ ضد أيِّ هجمةٍ ، متجاهلين
قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة
بني إسرائيل كانت بالنساء))
وقد جاء في بعض الآثار أن فتنتهن كانت المبالغة في التزين وإغواء الرجال بذلك..
ولم يكتفي أولئك الأشرار بهذا الميل والإنحراف ......
بل يريدون أن نميل ميلاً عظيماً بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة
كما قال تعالى
(والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ...)
ويطمعون في غضون بضع سنوات أن يصلوا إلى تغريب المرأة المسلمة
بل والمجتمع بكليته،
للسيطره عليه واستعماره فكريا.. وتحويل المرأة المسلمة من معاني الطهر والعفة
والحياء إلى مسخ تغري الذئاب بتهتكها وتعريها وقلة أدبها ويأملون أن تسير
المرأة المسلمة في الشارع وتجلس في المقهى ،وأن تخرج عارية أوشبه عارية
بالمايوهات على الشاطئ ، ومساواتها بالرجل
حتى في كل شيء حتى خصائصه كمنع الرجل من التعددأو أن يكون لها حق هي
أيضا فيه !!!،،، بل أن من أظهر دلائل التقدم عندهم أن تتقمص الفتاة المسلمة شخصية
المرأة الغربية في سائر تصرفاتها،فتجاهر بالتدخن ومراقصة الرجال والسكر،
وتتخذ أخلاء ، وتثور على الحياة الزوجية الشريفة ، وتحطّم القيم والتقاليد...
فقد أدركوا أثر المرأة في المجتمع ودورها في صناعة الأجيال،
وعلموا أنّ قرار المرأة في بيتها وتمسكها بحجابها عائقًا أمام تنفيذ مخططاتهم وتحقيق
أهدافهم فمتى ما نجحوا في تغريبها وتضليلها فعند ذلك يهون عليهم هدم الإسلام
يقول اليهود في بروتوكولاتهم
علينا أن نكسب المرأة ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية)
فاستغلوا طبيعة المرأة العاطفية، وسرعة تأثرها،وسهولانخداعها،
فعقدوا المؤتمرات وركزوا الهجمات على المسلمات العفيفات بألفاظٍ براقة،وعبارات خداعة
لتحقيق مآربهم الدنيئة، وأهدافهم الحقيرة...فهم لا يدعون إلى السفور صراحة
ولا إلى الانحلال مواجهة,ولكنهم يشنون حربًا على العفاف باسم الحريةالشخصية،
ويزعمون أن الحجاب دخيل على حياة المسلمين
وفيه إهانة لكرامتها وعائقاً يحول دون تطور المجتمع..
وسموا التكشف أناقة، والعري حضارة... بل أنهم ينظرون إلى ما له صلة بالدين
وهدي سيد المرسلين أنه رجعي قديم يجب التحلل منه لمسايرة ركب الحضارة والتقدم
والتطور والتغير الذي يتمثل على زعمهم في نبذ الخلق والفضيلة وتسهيل مسلك الرذيلة
ويزينون حياة الاختلاط وخروج المرأة من بيتها باسم المساواة بين الرجل والمرأة,
ويقومون بالتلفيق والتلاعب بأقوال العلماء والبحث عن ماشذّ من أقوالهم …
في غفلةً منا أوتغافلاً ، أوجهلا بحالهم...
أيها الناس...
من أجل ذلك...
كان لا بد من فضح تلك الشرذمة وكشف مخططاتهم،والتنبيه على أساليبهم وطرقهم ،
كما قال الله سبحانه:[وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَياتِ ولِتستَبِينَ سَبِيلُ المُجرِمِين].
لنتمكن من التصدي لانحرافهم وإيقاف زحفهم حفاظا على طهارة المجتمع
وحمايةًِ لنسائنا من العابثين ..
فلا سبيل لهم علينا إلا حين نتخلى عن تعاليم ديننا وننخدع بزخرف قولهم
قال تعالى(( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي
بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ))
وحين نترك دعاةَ الرذيلةِ على أهوائِهم،
ونجبن عن التحذير من أفكارهم السيئة،،،
سيجني مجتمعنا مرارةً وعَلْقَماً وتصيبنا عقوبةً تأخذ الصالح والطالح قال تعالى
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ..والساكتُ عن الحق شيطانٌ أخرس.
نعم.. نحن لا نريد المبالغةَ والتهويل واتهام نيات الناس،
ولكن لا نرضى أيضا أن يُعتدي على أخلاقنا وقيمنا وديننا
وقد أمر الله بمجاهدة المنافقين كمجاهدة الكفار
بقوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَوَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ))
البناء وإن تسامى واعتلـى ******ما لـم يُشـتِّد بالتقى ينهـار
تبقى صروح الحق شامخةً وإن ****أرغى وأزبد حولها الإعصار
قد يحصد الطغيان بعض ثماره *******لكـن عقبى الظالمين دمـار
اللهم احفظ نسائنا وبناتنا من كيد الماكرين..وشر المفسدين..وتخطيط الماكرين