السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخوتي الكرام ..
أحببت أن أوضح هذه المسألة لما انتشر على ألسنة البعض من أن حكم العمل
بفترة الاستضعاف منسوخ بآية السيف ..
فكل من يطالع كلام العلماء قديما وحديثا يعلم أن مسمى النسخ عند السلف أعم
وأشمل من مفهوم النسخ عندنا ..
وهذا الفهم الخاطئ لمسمى النسخ عند السلف هو الذي أوقع الجماعة الإسلامية
في مصر ومن حذا حذوها من الجماعات التي سلكت مسلك التغيير بالقوة فيما
وقعوا فيه من مخالفة منهج الأنبياء والمرسلين في التغيير ..
فالسلف لم يقصدوا بالنسخ ( الإزالة ) حتى لا يجوز امتثال المنسوخ أبدا .. وإنما
يقصدون معنى أعم وأشمل من ذلك .. فإن النسخ عندهم يشمل التقييد والبيان
والتخصيص ونحو ذلك ..
وإلا فالسلف لا يكلفون المستضعف من المسلمين الذي حاله مشابهة لحال الرسول
صلى الله عليه وسلم في مكة بالقتال .. وإنما الواجب عليه أن يجتهد حسب
استطاعته لكي يصل إلى حال قوة يجاهد فيها الكفار ..
في ذلك يقول ابن تيمية : ( فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو
في وقت هو فيه مستضعف .. فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عن من يؤذي
الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين .. وأما أهل القوة فإنما يعملون
بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب
حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) ..
وهكذا فأنت ترى أخي الكريم أن القول بالنسخ وإنكار المرحلية هو سبب الخطأ
في الفهم ..
ولمزيد من التفصيل في ذلك استمع إلى سلسلة فقه الجهاد في سبيل الله لفضيلة
الشيخ ياسر برهامي هنا :
http://www.islamway.com/?iw_s=Schol...;series_id=1025
وكذلك سلسلة نصيحة موضوعية للتيارات الجهادية لفضيلة الشيخ محمد بن
إسماعيل المقدم هنا :
http://www.islamway.com/?iw_s=Schol...p;series_id=273
وراجع أيضا :
كتاب تحصيل الزاد لتحقيق الجهاد لفضيلة الشيخ سعيد عبد العظيم ..
وبحث فقه الجهاد في سبيل الله .. من أبحاث مجلة صوت الدعوة ..
وجزاكم الله خيرا ..