كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد فهم البعض مِن كلام الشيخ "محمد إسماعيل" في "المؤتمر السلفي" في مدح الشباب الذين قاموا بالثورة أن موقف الدعوة قد تغير إلى المشاركة في المظاهرات، بينما كان فضيلة الشيخ "محمد إسماعيل" -حفظه الله- يتكلم عن أمر قد وقع بالفعل، ولم يطلب مِن أحد الاشتراك في المظاهرات، وكما سَمِع الجميع دعوتنا بعد المؤتمر للانصراف في هدوء، وهو في كلمته قد مدح الطاقات، والصفات الحسنة، والمواقف الرائعة مِن الشباب التي ظهرت خلال الأحداث، مِن: جرأة، وشجاعة، وثبات، وحرص على الكرامة.
والذين لم يشاركوا في المظاهرات كانوا يقومون بدور هام في حراسة الأمن وضبط الشارع عن طريق اللجان الشعبية، وكذا واجب التكافل الاجتماعي مع الفقراء الذين تضرَّروا بشدة من هذه الأوضاع، والتصدي للمجرمين الذين روَّعوا الناس وصالوا على ممتلكاتهم، وكذا الدعاة الذين جهروا في عنفوان قوة الباطل.
وهو أيضًا قد نبَّه في كلمته أننا لا يمكن أن نُوقـِّع لشباب الإنترنت في المظاهرات على بياض؛ فليس مِن حقهم وحدهم تقرير مصير الأمة؛ بل هم جزء منها.
وقد أشار -حفظه الله- في كلمته إلى المأزق الذي وُضِعنا فيه؛ لأن الدستور -من جهة- مُفصَّل على فرد أو أفراد بأعيانهم، ومن جهة أخرى فإن البديل هو عمل مراجعة شاملة وجديدة للدستور الأمر الذي يعطي المغرضين فرصة للتحرش بالهوية الإسلامية للبلاد.
ولذا نُصرِّح ونُؤكِّد أن موقف الدعوة المعلن والموجه إلى أبنائها ومَن يوافقهم لم يتغير، كما أوضحناه قبل وأثناء الأحداث، ولاعتبارات أخر أيضًا تصب في مصلحة الثورة وترشيدها لا إجهاضها، كما يزعم البعض.