أغرب مدينة على وجه الأرض عدد سكانها صفر ومرات أكثرمن 2 مليون نسمة
المشاعر ..
المشاعر المكانية : وهي منى ، ومزدلفة ، وعرفة ..
في منى ..
هذه المدينة أغرب مدينة على وجه الأرض ..
سكانها يوم 1 ذي الحجة صفر ..
سكانها يوم 10 ذي الحجة ؛ يوم العيد ؛ يوم الحج الأكبر ..سكانها 2 مليون نسمة ..
هذه المدينة العجيبة التي لم تضق يوماً من الأيام عن الناس ،
وبعض العلماء والفقهاء اليوم يفتي أنه ينبغي للحاج أن يبذل وسعه وجهده في أن يجد مكاناً في منى ..
يقول منى لا تضيق عن الناس ..
هذه المدينة العجيبة الغريبة التي تسع الناس فيها آيات عظيمة قديماً وحديثاً ..
لم يسجل التاريخ أن الوباء انتشر فيها ..
مع توفر ودواعي انتشار الأوبئة والأمراض ، وقلة وجود عوامل التطهير قديماً وحديثاً ..
وإن كانت اليوم والحمد لله بفضل هذه الجهود لم يسجل التاريخ ؛
خاصة قديماً ؛ لم يسجل يوم من الأيام بأن وباء عاماً كان في منى وأصاب الحجيج مع وجود اللحم ..
..
ذكر بعض المؤرخين ممن كتبوا في تاريخ المشاعر المقدسة
أنهم لم يشاهدوا سنة من السنوات الطويلة الطير والعقاب والغراب
يختطف القديد ( اللحم المجفف) الذي جففه الحجاج ..
حتى هذه الجوارح تشعر أن هذا المكان وهذه اللحمة في بلد أشعر الله عز وجل بتعظيمه
في هذه الأمكنة ..
هذه المدينة شاهدنا أنها تتسع لجميع الحجاج ..
تدخل على الحجيج في مكان في غرفة صغيرة أوفي خيمة ..
هذه الخيمة تتسع ..لو رأيتها قبل أن يسكنها الحجاج وقد رأينا هذا بأنفسنا ..
لو زرتها قبل أيام منى .. فقط انظر لهذه الخيمة 3 * 3 ، أو 3 * 4 متر ..
هذه ما عساها أن تحمل من الناس ..
تأتيها بعد أن تأتيها الحجيج فإذا فيها عشرون ، أو فيها خمسة عشر ، أو أكثر من عشرة ..
كل واحد نائم ومرتاح ..
لو جلسوا في مكان غير منى لضاقت صدورهم وقلوبهم ..لتضايق الناس ..
لو جلس الواحد في فندق في غير هذه المدينة العجيبة _ في غير منى _
ما تحمل أن يجلس معه أحد في غرفة 3 * 3 فضلاً عن خيمة صغيرة ..
وهذه من الآيات البينات ..
ومن أعظم ألمعاني ودلالات الإعجاز الأمن في هذه المشاعر ..
إن الله عز وجل نزع من قلوب الناس نوازغ الجريمة ودوافعها ..
قرأت تقريراً كتبه أحد المعنيين بالأمن الدولي ..
كتب تقريراً عن الأمن في مكة والمشاعر ..
تعجب ..قال نحن في أوربا إذا كانت هناك مباراة بين ناديين أو كانت هناك حفلة في مسرح ،
وكان المشاهدون والجمهور يزيدون على ألفين أو ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف
احتجنا كاميرات مراقبة ، واحتجنا قوات ، واحتجنا مراقبة دقيقة ،
واحتجنا احتياطات أمنية حتى نقضي على الجريمة في هذه الجماهير
وتكون الاحصائيات _ بعد الانتهاء _ تكون بالمئات ..
يجتمع من المسلمين في منى مع توفر داعي الجريمة ..الرجال والنساء يجتمعون في مكان ..
والمكان هذا محدود ، والأوقات محدودة ، والمواصلات محدودة ،
والرمي والوقوف في هذه البقعة في عرفة ، أو المبيت في هذه البقعة في حدود مزدلفة محدود ،
والخيام مفتوحة على بعضها ..
ومع ذلك تأتي الاحصائيات .
.
لا حوادث
ربما كان قبل الحج جريئاً على حقوق وحدود الله عز وجل ..
بمجرد ما يلبس لباس الإحرام ويدخل في حرماته _ في حرمات الاحرام _ يعظم الله عز وجل
فيكون هذا أعظم دواعي سلامة الحجيج في هذه الأماكن ..
وعند الانتقال بين المشاعر مليوني نسمة يتحركون في زمان واحد وإلى اتجاه واحد
ومع ذلك يكون من السهولة في الحركة وعدم الازدحام والمصادمات الشئ العجيب
وفي مزدلفة تجد الناس في كل حدب وصوب منتشرين لايشكون الجوع ولا الخوف ولا الضيق
ومن أعظم المعجزات التي سطرها المؤرخون منذ القدم وحتى عصرنا الحاضر
خلو هذا الجمع الهائل من الذباب والبعوض وسائر الحشرات بالرغم من الأعداد الهائلة من الناس
وتراكم النفايات في مناطق الزحام وهذا لايكون إلا بقدرة قادر ]
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِم ْ حَتَّى يَتَبَيَّن َ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
فصلت53