منقول
صلاة ممغنطة كاملة الخشوع؟!
دفعًا للفوضى وبهدف ترشيد ارتياد المساجد أقرت تونس نظاما جديدا للمصلين المسلمين في البلاد يقضي بتخصيص بطاقة مغناطيسية لكل مصلٍ!
هذه ليست نكتة إطلاقا، بل إعلان من وزير الداخلية التونسي الهادي مهنِّي في مؤتمر صحافي في العاصمة يوم الأربعاء الماضي، الوزير فسر الخطوة "الثورية" قائلا: عملاً بالسياسة القومية التي ينتهجها صانع التغيير - في إشارة للرئيس التونسي - وسعيًا منه لترشيد ارتياد المساجد (كما نرشد استعمال الماء والكهرباء الشبس!) فإن مصالح وزارة الداخلية ستقوم بتسليم كل مصل بطاقةً تمكّنه من ارتياد أقرب مسجد من محل سكنه أو من مقرِّ عمله إذا اقتضت الحاجة، ومن اليوم ورايح: يتعيَّن على كل تونسي الحصول على بطاقة مصلٍ وأن يودعها عند أقرب قسم شرطة أو حرس وطني، وستحمل البطاقة صورة المصلي وعنوانه واسم المسجد الذي ينوي ارتياده، ويتعيَّن وجوبًا على المصلي اختيار أقرب مسجد لمكان إقامته أو لمركز عمله، أما إذا كان المسجد المختار غير جامع فيجب على المصلي التقدم بطلب بطاقة خاصة بصلاة الجمعة، وابتداء من سريان هذا القرار، على أئمة المساجد أن يتأكدوا من أن جميع المصلين داخل قاعة الصلاة يحملون بطاقاتهم، كما يتعيَّن على كل إمام طَرْدُ كل مصلٍّ لا يحمل بطاقةً أو على بطاقته اسم مسجد آخر غير الذي يصلي فيه، لأن"البطاقةَ
شخصيةٌ، ويمنع التنازل عنها للغير، أما إذا قرر صاحب البطاقة الانقطاع عن الصلاة فإنه مطالَبٌ بتسليم بطاقته لأقرب مركز شرطة"!!
وطبعا لكل مصلٍّ "الحق" في أن يرتاد لأجل أداء صلواته الخمس مسجدًا واحدًا فقط ما عدا الرخص الخاصة المسلَّمة في الحالات الاستثنائية، فإذا كان المسجد لا يقيم صلاة الجمعة فإنه يمكنه الحصول على بطاقة خاصة بصلاة الجمعة إذا عنَّ له أن يطلبها!
أما بالنسبة للسيَّاح المسلمين فعليهم أن يطلبوا بطاقةَ مصلٍ عند نقاط شرطة الحدود، مع التأكيد هنا أن بطاقة السائح المصلي صالحةً لكل مساجد الجمهورية، ويتم إرجاعها لشرطة الحدود قبل مغادرة التراب التونسي. وحرصا على أداء صلاة ممنغطة كاملة الخشوع، سيتم تزويد كل المساجد بآلات مغناطيسية لتسجيل الحضور؛ حيث يتعيَّن على كل مصل تسجيل حضوره عند الدخول إلى المسجد وعند خروجه منه، ويقوم الإمام بجمع أوراق تسجيل الحضور وتقديمها شهريًّا إلى الدائرة الحكومية التي يتبع لها المسجد، ويُعفى الأجانب من تسجيل حضورهم!!