السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
قصيدة ابي الحسن التهامي في رثاء ابنه الصغير
حكم المنية في البرية جار … ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبراً … حتى يرى خيراً من الأخيار
طبعت على كدر وانت ترومها … صفواً من الاقذار والاكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها … متطلب في الماء جذوة نار
والعيش نوم والمنية يقظة … والمرء بينهما خيال ساري
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت … منقادة بازمة المقدار
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما … أعماركم سفر من الأسفار
وتركضوا خيل الشباب وبادروا … إن تسترد فإنهن عوار
فالدهر يشرق إن سقى ويغص ان ..هنى ويهدم ما بنى ببوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالماً …خلق الزمان عداوة الأحرار
يا كوكباً ما كان أقصر عمره … وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يبتدر … بدراً ولك يمهل لوقت شرار
عجل الخسوف عليه قبل اوانه … فغطاه قبل مظنة الابدار
فكأن قلبي قبره وكأنه … في طيه سر من الأسرار
ان يحتقر صغر فرب مفخم … يبدو ضئيل الشخص للنظار
إن الكواكب في علو محلها … لترى صغاراً وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا انقضى ..بعض الفتى فالكل في الأدبار
أبكيه ثم أقول معتذراً له … وفقت حيث تركت الام دار
جاورت أعدائي وجاور ربه … شتان بين جواره وجواري
ولقد جريت كما جريت لغاية … فبلغتها وأبوك في المضمار
فإذا نطقت فأنت أول منطقي …وإذا سكت فإنت في اضماري
لو كنت تمنع خاض دونك فتية … منا بحار عوامل وشفار
قوم إذا لبسوا الدروع حسبتها … سحباً مزورة على اقمار
وترى سيوف الدار عين كأنها … خلج تمد بها اكف بحار
من كل من جعل الظبي انصاره .وكرمن فاستغنى عن الانصار
واذا هو اعتقل القناة حسبتها … صلا تأبطه هزبر ضاري
يزادد هما كلما ازددنا غنى … والفقر كل الفقر في الاكثار
اني لارحم حاسدي لحرما … ضمنت صدورهم من الاوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم … في جنة وقلوبهم في نار
مـنـقول لروعتها