أسفرَ ..سفرْ
أحمد بن عبدالمحسن العساف
طرق اسم الشيخ سفر الحوالي مسامعي قبل أزيد من خمسة عشر عاماً ؛ وقد ظننت حينها أنه من التابعين غير أني علمت أنه معاصر يعيش بين ظهرانينا . وليس يضير الشيخ شيئاً جهل أي أحدٍ به إذ الشهرة أبعد ما تكون عن مطالب العظماء . وفي الجمعة الماضية _ 3 من شهر جمادى الأولى 1426 – تناقل الناس خبر العارض الذي ألم بالشيخ شفاه الله وعافاه ؛ وقد أسفر لنا سفر بمرضه عن أشياء منها :
1. أن المجتمع متعلق بالعلماء العاملين والدعاة الناصحين ؛ واستبان لكل ذي عينين مكانة الشيخ في النفوس من رسائل الجوال وشريط الدعاء في بعض القنوات واهتمام مواقع الانترنت ومنتدياته إضافة إلى ازدحام مستشفى مكة وجدة بما لم يشهدا مثله من قبل .
2. أن الأمراء والمسؤولين يقدرون علماء الحق وأئمة الهدى الذين يبتغون رضا الله وحده ويعرفون أثرهم ومكانتهم ؛ وقد ظهر ذلك جلياً من المواقف التي لا تستغرب والاتصالات المتكررة وزيارة الشيخ في مرقده .
3. لم تحفل الصحف وكثير من قنوات التلفزة بالخبر الذي أفزع الناس وأقض مضاجعهم ؛ ولو كان خبراً عن شاعر منحرف أو كاتب زائغ أو مطرب أو راقصة لتابعوه بالخبر والصورة ، وهذا السلوك يكشف حقيقة هذه الوسائل وتوجهات القائمين عليها .
4. وعليه فكثير من الصحف تخالف نبض الشارع ولا تعبر بحال عن مشاعر الكثرة الكاثرة من الناس ؛ كما أنها لا تتناغم مع توجهات المسؤولين ولو كانت مخالفتهم محرجة للمسؤول .
5. وكذلك فلم تفلح الصحف ووسائل الإعلام في تشويه صورة الشيخ والتشويش عليه حين شنوا عليه الحملة البشعة عقب مواقفه الشجاعة الكريمة من فتنة الغلاة وما جرى في بلادنا خلال الأعوام المنصرمة ؛ وجاءت هذه الأزمة الصحية لتقول لهم لقد كان سعيكم في تباب وأمركم في سفال فعامة الناس وخاصتهم مع الشيخ في محنته .
6. وأسفرت هذه الحادثة عن المعدن الأصيل لبعض مخالفي الشيخ الذين لم يبخسوه حقه ومكانته وابتهلوا لربهم بالدعاء له ؛ كما فضحت اللئام الذين لم يكفهم أن نزعوا عن الشيخ صفته العلمية والفكرية والدعوية بل لم يعتبروا إسلامه ولا حتى إنسانيته حين صرحوا برغبتهم أن تكون هذه هي المحطة الأخيرة في حياته .
وأخيراً ؛ فلسنا نقدس بشراً كائناً من كان ؛ ودين الله باقٍ ماضٍ منصور عاش من عاش ومات من مات ، غير أننا نجأر لربنا ونضرع بصادق الدعاء أن يشفي الشيخ ويجعل ما أصابه أجراً وعافية سابغة وأن يخرجه من محنته كالذهب الخالص نقياً وكالسيف البتار بعد جلائه وأن يُبقي منه لأمته وأهله ؛ والله غالب على أمره ونحن بقضاء ربنا راضون وله مستسلمون.
منقول من موقع دعوة الاسلام:
[flash=http://www.toislam.net/Files/banar/(0009).swf]width=116 height=43[/flash]