بين الاستقامة والانتكاسة
محمد علي الغامدي
من الأخطاء الشائعة أن نحكم على الشخص المنتكس بعد ظهور علامات الانتكاس على ظاهره ونغفل عن التراجع في حياته قبل ذلك.
فالشخص المنتكس لم يصل لهذه المرحلة إلا بعد تراجع كبير في قناعاته وهمومه وعبادته؛ وأعظم من ذلك إغفال الكثيرين منا لأعمال القلوب كالتوكل والخشية والإنابة والمحبة.
ولم يتفاضل الناس إلا بالتقوى وهي من أعمال القلوب، وهي عماد كل شيء والجالبة لكل خير.
قال الشافعي رحمه الله : " شربنا من زمزم بنية العلم فأعطانا الله العلم.. ياليتنا شربنا من زمزم بنية التقوى " وصدق الشافعي رحمه الله فإن التقوى ملاك كل خير ومنه العلم قال تعالى: ( واتقوا الله ويعلمكم الله ).
والحق يا إخواني وأخواتي أننا مقصرون في تفقد إيمان بعضنا إما حياء وإما كسلاً وإما من قبيل الورع البارد.
ورحم الله سلفنا الصالح حين كان يقول الواحد منهم لأخيه " اجلس بنا نؤمن ساعة ".
ويبقى السؤال المهم: متى آخر مرة سألت صاحبك أو سألك عن صلاة الفجر في جماعة أو قيامك لليل أو حفظك للقرآن أو تعاهدتم على صيام النفل أو زيارة عالم أو تعليم جاهل؟.
وقفة سريعة: ( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ).
ياله من دين