السؤآل: أريد جواب شافي لا أسال عنه أحد، بعدكم ما هو الفرق بين العادة والعبادة؟ وما هي الكتب التي تتحدث في هذا الموضوع تحديداً؟
أجاب عن السؤال: الشيخ/ د. محمد بن حسين الجيزاني (عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة)
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الفرق بين العبادات والعادات من وجوه عدة أهمها:
1- أن العبادات تعود على الإنسان بحفظ دينه كالإيمان والصلاة.
وأما العادات فإنها تعود إلى حفظ النفس أو المال أو العرض لبيوع والطعام.
2- أن العبادات هي حق الله على العباد كما ورد ذلك في الحديث:
"حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً".
وأما العادات فهي حقوق الآدميين ما فيه مصالحهم.
3- أن العبادات مبنية على التوقيف والاقتصار على ما نص عليه الشارع، وأما العادات فإنها مبنية على التوسعة والنظر في العلل والمعاني.
4- أن العبادات لا يمكن للعقول والأفكار الاهتداء إلى تفاصيلها، وأما العادات فإن العقول تهتدي إليها؛ إذ هي تتعرف على ما يصلحها.
5- أن العبادات لابد فيها من قصد القربة وإخلاص النية واتباع السنة، وهذا هو معنى التعبد في باب العبادات.
أما معنى التعبد في باب العادات فهو الوقوف عند ما حدّه الشارع فيها من غير زيادة ولا نقصان.
ومن الأمثلة على ذلك: أن الشروط المعتبرة في النكاح من الولي والصداق شرعت لتميز النكاح عن السفاح، وكذا العدة للمطلقة شرعت لإستبراء الرحم خوفاً من اختلاط المياه. لكن لا يصح أن يقال: إذا حصل الفرق بين النكاح والسفاح بأمور أخرى لم تشترط تلك الشروط، ولا أن يقال: إذا علمت براءة الرحم بوسيلة أخرى لم تشرع العدة الشرعية بل الواجب: الخضوع والتعظيم والإجلال لأحكام الشريعة في العبادات والعادات.
أما القدر المشترك بين العبادات والعادات وهو ما ينبغي التفطن له فهو: أن العبادات والعادات كلها داخلة تحت المعنى العام للعبودية، وأنها قاطبة تندرج تحت شريعة الإسلام.
وبالنسبة للكتب النافعة في ذلك فقد تعرض لهذه المسألة القرافي في الفرق الثاني والعشرين من كتابة الفروق، والشاطبي في قسم المقاصد من كتابه "الموافقات"، والله أعلم.
أجاب عليه فضيلة الشيخ: د. محمد بن حسين الجيزاني