بارك الله فيك ، وفي الأخت أم عايض ..
هذا العنوان ذكرني محاضرة للشيخ / أبو بكر الجزائري الواعظ بالحرم المدني ، يتحدث عن الحجاب ، وكان مما جاء في محاضرته تلك أنه : جمع طرفي غترته البيضاء على رقبته ، وقال : إذا كان الحجاب لا يشمل الوجه والكفين ، فأنا الآن متحجب ! وكلنا متحجبون .. فنحن الرجال - الآن - لا يظهر منا غير الوجه والكفين !
لطيفة :
في هذا المساء كنت في أحد الأسواق الكبيرة ، ورأيت فتاة محجبة وعليها عباءتها ! تمشي بعجلة القدم !
لطيفة أغرب ..
وفي الأسبوع الماضي كنت في ذات السوق أبحث عن محل مشهور لماركة معينة ، فسألت أحد البائعين في محل قريب منه : أين المحل الفلاني ؟
وجاءني الجواب مباغتا من صوت فتاة : تريد المحل الفلاني أو الفلاني ( محل مشابه له في الاسم ) ؟
حقيقة تفاجأت ، ولم أحر جوابا ، وكأنني لم أسمع .. فكررت سؤالها ، والصوت يقترب مني ! والتفت ، فإذا هما فتاتان تمسك إحداهما بيد الأخرى ، متنقبتان ! ..
وفي ظل صمت البائع الذي وجهت إليه السؤال ، اضطررت إلى تكرار السؤال نفسه .. وإذا بهذه الأخت - هداها الله - تبدأ في وصف المسارات المؤدية إلى هذا المحل ..
بصدق : لم أفهم كثيرا مما تقول ، غير أنني عرفت الجهة فقط ..
واتجهت حيث الجهة ، وإذا بصوت الفتاة الثانية : لأ .. لأ .. لوحة المحل مش باينة بيصلحوا فيها .. أحسن تعال من هنا ..
والله كدت أرجع إلى مواقف السيارات من خلال أقرب مصعد ، من شدة الحرج ..
ولكن ما إن التفت نحو المكان الذي تشير إليه هذه الفتاة إلا وأنا أرى المحل إياه .. ففرحت بالخلاص من هذا الحرج .. كاد جبيني يتصبب عرقا مع جمال الجو ..
لم أجد بداً من أن أشكرهما وأنا أستدير هاربا ..
طبعا أحسن الظن بالناس ، وإلا لكان لي معهما شأن آخر ..
ولا زلت أتساءل :
أي جرأة هذه ؟!
وأي تربية خضعن لها ..
أحدهم قال لي : ربما أنها تعرفك وأنت لا تعرفها ..
قلت : حتى لو كان الأمر كذلك ، فهل يسوغ للبنت مثل هذا ؟! أنا لست في مقطعة طريق .. أو مهلكة صحراء .. أو لجة بحر ..
أخوكم / عبيد المبين