في المرآة صور .....!!!
من مجلة فلسطين المسلمة:
تحترق الأرض من تحت أرجلنا ونحن الحفاة !
على جمر غضبها نمضي ....... لا ندري اتفذف بنا حمما من قهر ,أم بشهيق الوجع تبتلعنا!
ونحن الضحايا فيها ونحن الجناة ! ونحن مرايا الموت وإن تنفست قي عروقنا الحياة ........ فأي حياة لمن تمزق عرضه ؟ وأي حياة لمن احترق في أسواق النخاسة ظله؟ وأي حياة لمن باع جوعا أمه ؟ , وتجرع بيده الآثمة سمّة ؟
تتناثر في أسماعنا الكلمات , نطردها , غير أنها تعود إلينا بأحرف جديدة ,فنعترف مرغمين بأن الكلمات لا تموت , وبأننا وحدنا من يموت ! لتظل الكلمات من بعد موتنا حيّة تشيعنا بالرثاء ..........
فتجوّلي يا مرآة الصبر في الشوارع العرب , تجوّلي ليلا , وارصدي الأقدام المترنحة على أبواب اللهو والسلطان , خبّريهم عن رجال من حدقة القهر خرجوا بالبصيرة , فكانت من أشلائهم القنابل , وكانت من حبات أعينهم الذخيرة !
خبّريهم عن عرق الرجال وهم يحفرون الأرض لتفور بالغضب , خبّريهم عن صواريخ تطلق باسم الله وتتفجر بقول الله اكبر
قولي لهم عن صواريخ القسام في غزة المجاهدين ! وكيف صار الموت يتحرك في شوارع العدو وفي عمق مستوطناته, ليعرف قبل غيره بأن الأرض فلسطينية الأنفاس.
وخبّرينا عمن علمتهم ((السلطة)) لعبة التظاهر بالهيمنة , فصاروا يتنافسون فيما بينهم على قذارة الأوسمة ! يلوّحون بدم الشعب الذي صافح الموت حين لاحت من سماء الصبر تباشير المقاومة ..... يمنحونه الموت و الجوع وفتات الكرامة , ويسلبونه الحلم ! يمزّقون خريطته , ينتزعونها من صدره , ولا حصة لهم سوى كلمة سوداء في ذاكرة طفل , عرف كيف يقبض على السلاح , كما كان يقبض في الصغر على دفء الحجر .
غائر الطعن في خاصرة المقاومة , ودمها النازف يعلن في صمت المتفرّجين ( عربي نصل السكين !)).
أتراهم جيران البحر تنصّلوا من دمهم , وانكروا خبزهم وماءهم , وصاروا جزءا من المؤامرة , وارتدوا طائعين أقنعة الوجوه الغادرة !
كنا بمرارة الشوق نبكي فلسطين , واليوم نبكي أنفسنا ........... كثرت أحزان العرب ! كثر الدم والأشلاء , وتعالت صرخات الفجيعة من حناجر النساء , غير أن امتنا أسعفها الصمم فما عادت تحفل بالنداء !
في العراق المجاهدين اهتزّت الأرض بأزيز الطائرات .... تبعثرت أشلاء القنابل بين الجدران المهدّمة , وقريبا من الأجساد الصغيرة التي فقدت غيمة الطمأنينة فالتحفت نيران الرشاشات .
قولي لهم يا مرآة الصبر المفجوعة ببشاعة الظلم أن رحيق بغداد للعراقيين .
قولي لهم فلسطين أحرف من نار تحرق بلهبها عدو الله وتهب الدفء للساجدين ...... واحملي تكبيرات الأقصى على جناحيك , لعلّهم ينصتون لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ينادي )) جرّدوني من أهلي , ومن تحتي يحفرون !!).
فيا مرآة الصبر سيري لا تتوقّفي ! واجهيهم بوجوههم لعلهم يهتدون !!
تمت بحمد الله