تموجُ بِنا الذِكـرى , وتعصِفُ بِنا البلـوى , وتأخُذَنا الحيَّاةَ طوعاً وكرهاً عَنْ أحبَّةً لنا , لطالما , أحببناهُم في الله وإجتمعنا بِهم وأبحرنا في الحديثِ مَعهُم دُون كلل أو ملل , ومِثلمَّا قلَّ مَنْ نُحبهم بِصدِق ونتمنى اللِقاءَ بِهُم , فإنهُ قد قلَّ مَنْ نبقى معهم ولا تُفرقنَّا الدُنيَّا عنهم , إلاَّ أنَّ الذِكرى تُؤنس القلب واللقاء أملُ النفـس !
قد تكون هذهِ الكَلِمَات التي أضعها بين أيديكُم قدِيمَة في زمن كِتابتها , إلاَّ أنّها حاضِرَةً معنا في كُلِ لحظة !!
تُؤنسنا إذا غاب الصديق , وتُسلينا إذا حانَ المَغِيبْ , وكان الفِراقٌ حتماً لا مصير !
إخواني وأخواتي , إليكُم ما ناخَ بهِ حِملي وجادَت بهِ نفسي لأهديه لكُم , ولا أنسى أنَّ أقول لطالما كانت هُناك أسماء ولطالما جاءَت أسماء وغابت أُخرى , ولكِنْ يبقى ذو البصِمةِ الرائِعَة الصادِقَة دومـاً معنا , حاضراً في أفدئتنا وأراوحنا ..
أخِي صبراً على ألمِ الفِراقِ
كِلاَنا لِلنَوى والشوَّقُ باقِ
إذا انفَصَلَتْ هَياكِلنا وبَانَتْ
فروحِي نحوَّ رُوحِكَ فِي عِناقِ
تِودِعُنِي أَخِي والدَمعُ جارٍ
ودَمْعِي في المَحاجِر والمَآقِي
بَكَى قَلبِي وماسالَت عُيونِي
وفاءًا بالِغاً أَقصى المَراقِي
تخافُ على الأَحبْةِ فِي فُؤادِي
إذا ولَّى مَعْ الدَمْعِ المَراقِي
فيالِكِ حَسرةً هزَّت كَيانِي
أمالِي مِنْ لَظَّى الحَسَرَاتِ واق ِ
دُموعَكَ هيَّجَتْ نِيرانَ قَلِبِي
وتِلكَ النَّارُ تُؤذِنُ بِاحتِراقِِ
أَراكُمْ إخوتِي عِندَّ التوانِي
ويبْقى طيَّفكُمْ رُغمَ الفِراق ِ
سنذكُر عهدنا بجميلِ ذِكرٍ
وما عِشناهُ في أَسمى وِفاقِِ
ونحيَّا بالمَحبِة والتآخِي
ونهتفُ للأحبَّةِ باشتياقِِ
وأذكركُـم ويأتِيني خيالٌ
يعاودُني إلى يومِ التَلاقِي
أتنساهمُ؟ ويقطعُها جوابِي
رويَّدكَ هل ترى أنسى رفاقِي
أراكُم إخوتِي وسطَ الليالِي
نُجوماً لا تُمَلُ مِنْ ائتلاقِِ
لقد سالَ النَّشيدُ على لِسانِي
كما دبَّ السرور إلى البواقِي
يقولُ النَّاسُ مَنْ هذا غريبٌ
لأنِي في ذُرى العلياءِ راقِي
جعلتُ النَّاس والدُنيَّا ورائِي
وآثرتُ الهدايـةَ بالفــساقِ
فجالَ بسائِر الأعماقِ صوتٌ
تردَّدَ في حناياها الرقاقِي
ألا تنوِّي بركبهمُ إلتحَـاقا
فقلتُ : أهلّ؟ لغيرهمُ إلتحاقِي
أَخِي صبراً على ألمِ الفِراق
كِلانا للنِوى والشوقُ باقي
إذا انفَصَلتْ هياكُلنا وبانت
فروحي نحوَّ رُوحِكَ في عناقِ
ـ إعداد ـ
أختكُم :
( نُزوف )
( غَفَرَ اللهُ لَها ولَوالدِيَّها )