بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال : جاء شيخ كبير هرم ، قد سقط حاجباه على عينيه،
فقال : يا رسول اللّه ، رجل غدر وفجر، ولم يدع حاجة ولا داجة إلا اقتطفها بيمينه ، لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم ، فهل له من توبة ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أأسلمت ؟ فقال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فإن اللّه غافر لك غدارتك وفجراتك ، ومبدل سيئاتك حسنات ما كنت كذلك ، فقال : يا رسول اللّه ، وغدراتي وفجراتي ؟
فقال : وغدراتك وفجراتك ، فولى الرجل يكبر ويهلل .
هذا القرار نهائي وأتمنى من الذين يحبون سلامة العبدالله أن يقدروا موقفي ، لأنه من المستحيل أن يجتمع كرامه وفن .. هذا ما لا حظته من خلال تجربتي 41 سنه ولقد عانيت وحاولت أن أثبت بأن الفن لا ينقص كرامة الانسان لكنني فشلت!!
هذا مقطع من حوار آخر التائبين الفنان (سلامة العبدالله ) والذي اعلن توبته ، او اعتزاله ، الفن ..والحوار منشور في مجلة أصوات
فسبحان الله العظيم .. بعد اكثر من 40 سنه هاهو يترك عفن الفن لأهله .. فالحمد لله الذي فتح أبواب التوبة والعودة اليه .. ، لا تخشى شيئاً ياسلامه .. فالتائب عن الذنب كمن لا ذنب له ..
لكنني بهذه المناسبة اركز على كلماته السابقة ( والحوار كله ملئ بالغرائب ) لكن هذا اغرب ما لاحظت ، وهو قوله ( ان الفن ينقص من كرامة الانسان ، ومن المستحيل أن يجتمع كرامة وفن )!
نعم هذا هو الأكيد ، وهذا هو الواقع .. الذي يرفض الفنانون الاعتراف به ، انهم يعيشون في مجتمعنا بلا كرامه !!!
يعانون من الغربة ، منبوذين .. وتلاحقهم الشائعات والفضائح .. اذكر قديماً ان احدهم اعترف ان الجمهور يفرح به ليلاً ويصفق له .. لكن لو جائهم في النهار خاطباً فلن يجد من يزوجه!!
فسبحان القائل ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشتاً ضنكا *ونحشره يوم القيامة أعمى )
أهلاً بك ياسلامه .. وهنيئاً لك هذه الحياة الجديدة (كماتقول) ونسأل الله لنا ولك الثبات
[ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمه الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ] ..
وقال تعالى [ يا ابن لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ٍ]
لا إله إلا الله ما أرحم الله ، ما أكرمه ، ما ألطفه ، ما أعظمه، التائب كمن لا ذنب له ؟؟ التائب تبدل سيئاته حسنات؟؟ التائب تمحى ذنوبه؟؟ والمستغفر تغفر غدراته وفجراته ؟؟، لا إله إلا الله وكفى