<div align="center">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً اعتذر تأخري في مختارات من قصائد الشعر -الجزء الثالث
هذا الجزء (3) عن الشاعر <span style='colorlue'>عبد الله بن المبارك...
وهذا تعريف موجز عنه:
<span style='colorreen'>*** عبد اللـه بن المبارك ***
(118 ـ 181هـ = 736 ـ 797م)
عبد اللـه بن المبارك بن واضح الحنظلي بالولاء، التيمي، المروزي أبو عبد الرحمن:
الحافظ، شيخ الإسلام، المجاهد التاجر، صاحب التصانيف والرحلات.
أفنى عمره في الأسفار، حاجاً ومجاهداً وتاجراً.
و جمع الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء.
كان من سكان خراسان، ومات بهيت (على الفرات) منصرفاً من غزو الروم.
لـه كتاب في (الجهاد) وهو أول من صنف فيه، و (الرقائق) في مجلد.
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>مختارات من شعره
1- الوالهون بالله
مُستَوفِدينَ عَلَى رَحلٍ كَأنَّهُم ××× رَكبٌ يُريـدُونَ أن يَمضُوا وَينتَقِلُـوا
عَفَّت جَوَارِحُهـمْ عَن كُلِّ فَاحِشَة ××× فَالصِّدْقُ مَذهَبهُـم والخَوفُ وَالوَجلُ
2- حب الرياسة
حُبُّ الرِّيــــاسِةِ دَاءٌ لا دواءَ لـهُ ××× وَقَلَّمـا تجـدُ الرَّاضِين بِالــقِسَمِ
3- الذنوب تميت القلوب
رَأيتُ الذُنوب تُميتُ القُلُـوب ××× ويُتْبِعُهـا الــذُّلَّ إدمَانُهــا
وَتَـركُ الذُنُوب حَياةُ القُلـوبِ ××× وَخَيـرٌ لِنَـفسِكَ عِصيَانُهـا
وَهَل بَدَّلَ الدِّيـنَ إلا المُلُـوكُ ××× وَأحبــارُ سُوءٍ وَرُهبانُهـــا
وَبَاعُوا النُفُوسَ فَلـم يَربَحـوا ××× وَلَـم تَغـلُ فَي البَيـعِ أثمانُهـا
لَقَد رَتَـعَ القَـومُ فِي جِيفَـةٍ يَبِيــنُ لِذي العَقــلٍ أنتَانُهـا
3- القناعة بالدين
أرَى رِجالاً بِدونِ الدِّينِ قَد قَنعُوا ××× وَلا أرَاهم رَضوا فِي العَيشِ بِالدُّونِ
فَاستغنِ باللـه عَن دُنْيَا المُلوكِ كَما اس ××× ـتغَنَى الملوك بِدُنيَاهُـمْ عَن الدِّين
ذرِ التَّزَيـنَ فِي دُنَيـاكَ بِالديـن ××× وَاعَمـلْ لَيِومٍ تُجَازَى بِالمَوازَيـنِ
لَيسَ اللِّبَاسُ لِبَاسَ الصُّوفِ مِن عَمَلٍ ××× ولا لأخذِكَ شَعـراً كَالمَجَانِيـنِ
هَنذَا اللِّباسُ مع الرُّهبَانِ فِي شَعثٍ ××× فَهَـل تَراهُ نَجــاةً للرَهابيــنِ
قَد يَفتَحُ المَرءُ حَانوتاً لِمتَجـرِهِ ××× وَقَدْ فَتَحتَ لَكَ الحَانُوتَ بِالدِّينِ
بَينَ الأسَاطينِ حانُوتٌ بِلا غَلَـقٍ ××× تَبتَاعُ بِالدينِ أموَالَ المَسَاكِيـنِ
فِي سُورَةِ الكَهْفِ لَو فَكرتَ مَوعظَةٌ ××× تَنهَـاكَ عن خُدَعٍ بَين الأسَاطِيـنِ
وَفِي الطَوَاسَينِ أخرىَ إنْ عَمِلت بِهَا ××× نِلتَ الرشَادَ بِآيـاتَ الطَوَاسِيـنِ
أما التي ذُكرت فِي الكَهفِ نَاهيةً ××× عَن الرِّيا ثُم أمـوالِ المَساكِيـنِ
وآيهُ القَصصَ الأخرىِ فَزَاجِرَةً ××× عَن التَّكبُّـرِ أمثَـالَ الفَراعِيــنِ
صَيَّرت دِينَكَ شَاهِيناً تصيدُ به ××× وليس يُفلِحُ أصحابُ الشَواهِينِ
4- العلم زين
العِلمُ زَينٌ وتَشرِيفٌ لِصَاحِبِـه ××× فَاطلُبْ ـ هُديتَ ـ فُنُونَ العِلمِ وَالأدَبا
لاَ خَيرَ فِيمَن لَهُ أصلٌ بِلا أدَب ××× حَتَـى يَكُونَ عَلَـى مَا فَاتـهُ حَدِبَـاً
كَمْ مِنْ شَريفٍ أخِي عِيٍّ وطَمْطَمةٍ ××× فَدْمٍ لَدى القَومِ مَعَرُوفٍ إذَا انتَسَبَـا
فِي بيتِ مَكرُمـةٍ آبـاؤُه نُجبٌ ××× كَانُوا رُؤُوساً فَأمسَى بَعدَهُـم ذنَبـا
وَخَامِلٍ مُقرِفِ الآباءِ ذِي أدَب ××× نَالَ العَـلاءِ بِهِ وَالجَـاةَ والنَّسَبــا
أمسى عزيـزاً عظيـمَ الشأن مشتهراً ××× في خده صَعَـرٌ قد ظلّ محتجبـا
وصاحب العلـم معـروف به أبــد ××× نعـم الخليـطُ إذا ما صاحبٌ صحبـا
العلـم كنـزٌ وذُخْـر لا تُعادِلُـه ××× نعـم القـرين إذا ما عاقـل صحبـا
يا جامـعَ العلـم نعم الذخر تَجمعـه ××× لا تعدلــنَّ به درّاً ولا ذهبــا
اشددْ يديك به تَحمــد مَغَبَّتَـه ××× به تَنـال الغنـى والديـن والحسبا
قد يجمـع المرءُ مالاً ثم يُسْلَبــه ××× عما قليل فيلقى الـذل والحربـا
5- عداوة الحسد
كُلُّ العَـدَاوَةِ قَد تُرْجَـى إمَاتَتُهَـا إلاَّ عَدَاوَةُ مَنْ عَادَاكَ مِنْ حَسَدِ
فَإنَّ فِي القَلبِ مِنْهَا عُقْدَةً عُقِدَت ××× وَلَـيْسَ يَفْتَحُهَـا رَاقٍ إلَـى الأبَـدِ
إلا الإلَـهُ فإنْ يَرْحَـمْ تُحَـلُّ بِه وَإنْ أبَـاهُ فلاَ تَرْجُـوهُ مِنْ أحَـدِ
6- ما بال دينك
ما بـال ديـنك ترضى أن تدنـسه وثوبك الدهر مغسول من الـدنس
ترجو النجاة ولم تسلك طريـقتها ××× إن السفينـة لا تجري على اليـبس
7- الذل في الطمع
حَسبِـي بِعلمَـي إنْ نَفَـع ××× مَا الــذُّلُّ إلا فِي الطَّمَــعْ
مَن رَاقَبَ اللـه رَجَــــع ××× عَنْ سُوءِ مَا كَانَ صَنَـــعْ
مَا طَارَ طَيــر فَارتَفَــع ××× إلاّ كَمَــا طَارَ وَقَــــعْ
8- حب الإله
تعصى الإلـه وأنت تُظهر××× حبه هذا لعمري في الفعال بديعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته ××× إنَّ المحب لمن يحب مطيعُ
9- لولا شماتة الأعداء
لَولاَ شَماتَةُ أعدَاء ذوي حسدٍ ××× أو اغتِمَامُ صَدِيقٍ كَانَ يَرجُوني
لَمَا طَلبتُ مِن الدُّنْيا مرَاتِبها ××× وَلاَ بَذلتُ لَهَا عِرضِي وَلاَ دِينِي
لكن منافسة الأكفـاء تحملني ××× على أمور أراها سوف ترديني
وكيف لا كيف أن أرضى بمنزلة ××× لا دين عندي ولا دنيا تواتيني
10- الصمت أزين بالفتى
الصمت ُ أزيـنُ بالفتـى من منطقٍ في غير حينهْ
والصدق أجمل بالفتـى ××× فِي القول عندي من يمينه
وعلى الفتـى بوقــاره ××× سِمَةٌ تلوح عندي على جبينه
فمن الذي يخفى عليـ ××× ـك إذا نظرت إلى قرينه
رُبَّ امـرىء متيقـن ××× غلب الشقاء على يقينه
فأزالــه عن رأيــه ××× فابتاع دنيـاه بدينـه
كن في أمورك ساكناً ××× فالمرء يدرك في سكونـه
لا خير في حشو الكلا ××× م إذا قدرت على عيونه
ولـربما اخـتص الفتـى ××× من ليس في شرف بدونه
كل امــرىء في نفسه ××× أعلى وأشرف من خدينـه
المرء نحو من خدينـــــه ××× فما تكشف من دفينـه
كن في أمـورك ساكنــاً ××× فالمرء يدرك في سكونـه
وألــن جنـاحك تعتقد ××× في الناس محمدة بلينـه
11- طعم الغنى في القناعة
مَا ذَاقَ طَعمَ الغِنَى مَن لا قُنُوع لَه ××× وَلَـنْ ترى قَانِعـاً مَا عَاشَ مُفتقِـراً
وَالعُرفُ مَن يَأتِهِ تُحمَدْ عوَاقِبُهُ ××× مَا ضَاعَ عُرْفٌ وإنْ أولَيتَـهُ حَجَـرَا
12- نعم العبادة والتقى
تَنَعمَ قَومٌ بالعبادَةِ وَالُّتقَى ××× ألَذَّ النَّعِيـمِ ، لاَ الَّلذَاذةَ بالخَمرِ
فَقرَّتْ به طُولَ الحَياةِ عُيُونُهم ××× وَكَانَتْ لَهُم ـ واللـه ـ زَادَاً إلى القبرِ
عَلَى بُرهَةِ نَالُوا بِهَا العِز وَالتُقَى ××× ألا وَلَذِيذَ العِيش بِالبرِّ والصبَّرِ
13- الخاشعون
إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه ××× فيسفِرُ عَنهُـم وَهُـم رُكُوعُ
أطَارَ الخَوفُ نومَهُم فَقَامُوا ××× وَأهلُ الأمنِ فِي الدُنَيا هُجُوعُ
لَهُم تَحتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ ××× أنِينٌ مِنهُ تَنفَرجُ الضُّلُـوعُ
وَخُرسٌ بالنَّهارِ لِطُولِ صمتٍ ××× عَلَيِهمْ مِنَ سَكِينَتهمْ خُشُوعُ
14- انذار الموت
وَكَيَفَ قَرَّتْ لأهلِ العِلمِ أعيُنهم ××× أو استَلذُّوا لَذِيذَ النومِ أو هَجَعُوا
وَالمَوتُ يُنذِرُهم جَهراً عَلانيةً ××× لَو كَانَ لِلقومِ أسمَاعٌ لَقَد سَمِعُوا
وَالنَارُ ضاحِيةٌ لا بُدَّ مَوردُهُمْ ××× وَليسَ يَدرون مَن يَنجُو ومَنَ يَقَعُ
قَد أمسَت الطَّيرُ والأنعام آمنة ××× وَالنُّونُ فِي البَحرِ لَمْ يُخْشَ لـها فَزَعُ
والآدَمِي بَهَذا الكسبِ مُرتَهَنٌ ××× لَهُ رَقيبٌ عَلَى الأسرَارِ يَطلِعُ
حَتّى يُوافِيه يَومَ الجَمعِ مُنفَردا ××× وَخَصمهُ الجِلدُ والأبصَارُ والسمَعُ
إذ النَبيُّون وَالأشهَادُ قائمةٌ ××× وَالإنسُ وَالجِنُّ وَالأملاكُ قَد خَشعُوا
وَطَارَتَ الصُّحُفُ فِي الأيَدي مُنشرةً ××× فيهَـا السَّرائِـرُ وَالأخبـارُ تُطَّلَـعُ
يَوَدُّ قَومٌ ذَوو عِزِّ لَو انهُـــمُ ××× هُمُ الخَنَازِيرُ ـ كَي يَنجُوا ـ أو الضبُّعُ
كَيفَ شُهودُكَ والأنَباءُ وَاقِعةٌ ××× ـ عَمَّا قليـل ـ وَلا تَدرِي بَمَا يَقَعُ
أفِي الجِنانِ وَفوزٍ لا انقِطاعَ لَهُ ××× أمْ الجَحيـمِ فَمَـا تُبِقـي وَلا تَدعُ
تَهوِي بهَلكَاتِهـا طَوراً وَترفَعُهُم ××× إذَا رَجَوا مخرجَا مِن غَمِّهـا وَقَعُـوا
طَالَ البُكاءُ فَلمَ يَنفعْ تَضرُّعُهم ××× هَيهَـاتَ لا رِقَّـةٌ تُغنِـي وَلا جَزَعُ
هَلْ يَنَفَع العِلم قَبَل المَوتَ عَالِمَـهُ ××× قَد سَالَ قَومٌ بَهَا الرُّجعَى فَمَا رَجَعُوا
15- ابذل طعامك
أحضِرْ طَعَامَك وابذُلـهُ لِمَن أكَلا ××× وَاحلِفْ عَلَى مَن أبَى وَاشكُرْ لِمـنَ فَعَلا
ولا تَكُنْ سَابِرِيَّ العَرضِ مُحتَشِمَـا ××× مِن القَليـلِ فَلَستَ الدَّهـرَ مُحتَفِلا
===.</span></span></span></div>