والحب في الله يوجب على المحب أن يكون ملتزماً بمنهج الله، فيحب الصالحين لصلاحهم،
وطاعتهم لربهم _سبحانه وتعالى_ لا لقرابة أو نسب أو نفع دنيوي، فأي صداقة لغير الله تنقلب
عداوة يوم القيامة، ومن يتخذ له في الدنيا خليلاً يضله عن سبيل الله يتحسر على ذلك يوم
القيامة، كما قال _تعالى_:
"يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني" .
واعلم - حفظك الله- أن من أحب أخاً له في الله فقد استحق حب الله ومحبته ، فقد روى الإمام
مسلم عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ عن النبي _صلى الله عليه وسلم_
"أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله _تعالى_ على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه
قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال : لا،
غير أني أحببته في الله، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه .
كما أنه _سبحانه_ يجعل المتحابين فيه على منابر من نور يوم القيامة، يغبطهم عليها النبيون
والشهداء، وقد روى الترمذي بإسناد صحيح عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ فيما يرويه عن
ربه أن الله _تعالى_ يقول:
"المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء
". ولكن لنعلم جميعاً أنه ليس الحب مجرد تعبير باللسان ، وإنما هو إخلاص وعمل ، فمن
لوازم الحب في الله أن يبذل المحب خالص النصح لمن يحبه ، فالأصل أنه يحب له كل الخير،
فيقدم له النصيحة المخلصة متى احتاجها وإن لم يطلبها . "
ومعذرةً على الإطالة
ووفقَ الله الجميع