السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة السادسة للتعريف بالمسجد الأقصى
( أسبله المسجد الأقصى )
قال عزَّ مِن قائل
﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ* وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾
إنه وعْدُ الله لعبادِه المؤْمنين ، يا له من وعدٍ يشْحذُ الهِمَم ويسْتحِثُّ العزائم..
ويزيدُ المؤمنينَ ثباتاً وإصْراراً على أن يكونوا بصبْرهِم ، وثباتِهِم
بِعِظَمِ التَّحدِّيات ، والمؤامرات ، التي يواجهونها من عدوٍّ جَبانٍ
سرقَ الأرضَ ، ونهبَ الخيراتِ ودنَّسَ الأرضَ المباركة الطَاهرة
منذُ أن احتلَّ الصَّهاينة مدينةَ القدس..
وقيَّدوا بِأغْلالِ الحقد المسجدَ الأقْصى..
وهم لا يتَوانون لحظةً واحدةَ عن العبثِ فيه ... والسَّعْي وراءَ خرابِه..
وصل بهم الأمْرُ إلى منْعِ المسلمين من الوصولِ إليه والصَّلاة فيه
فأصبحتِ الصَّلاةُ فيه لا تَتمُّ إلَّا بتصريح ..
والذي يُعْطَى على نطاقٍ ضيِّق..
وفي أوقاتٍ يحدِّدها الصَّهاينة المُحتًلِّين ، فيقطعون الطُّرق
ويُغلقون الحواجز ويمنعون عبادَ الله من إقامةِ شعائرهم بحريَّةٍ
كفلتها جميع المواثيق الدَّولية
يصل الأمر إلى سد الطرقات في وجه المقدسيين والمصلين ويضربون بالعصي وقنابل الغاز والصوت
فكل شيء يخضع للرقابة الصهيونية
وكل مل يتعلق بالأقصى تحت تهديدهم
وما يجري من فظائع على الحواجز التي يقيمونها
إلا دليل على همجيتهم ، ينتظر المصلّون بالساعات الطويلة تحت أشعة الشمس
ومنهم من لا يبعدون عن الأقصى إلا مسافة قريبة جدا
يريد الصهاينة أن يعرقلوا الوصول إليه بطرق مختلفة
من وضع الأسلاك الشائكة والدوريات العسكرية
وإقامة الجدار وفصل المناطق ، وغيرها من أساليب القمع الأخرى
فيتكبد من أراد أن يصلي في الأقصى المشقة ويتحمل أقسى أنواع القمع في سبيل الوصول
ولكن في سبيل الصلاة في المسجد الأقصى يتحملون كل الصعاب والمشقات ، عملا بقوله تعالى
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} (التوبة:18)
قـُطـع الـطريـــقُ علـيّ يا أحبـابـي *** ووقفـتُ بين مكابـــر ومــحابـي
ذكـرى احـتراقـي ما تزالُ حــكايـة *** تـُروى لكـم مبـــــتورة الأسـبـابِ
في كـل عـامٍ تقرؤون فصــولَـهــا *** لكنكم لا تـمنعـــون جَـنـابــي
أوَ مـا سـمعتـم ما تقـــولُ مـآذ نــي *** عنـها ، ومـا يُـدلي بـه محــرابــي؟
أوَ مـا قرأتـم في ملامـح صـخرتـــي *** ما سـطّـرته مـعـــاولُ الإرهـــابِ؟
أوَ مـا رأيـــتم خنجــرَ البغــي الذي *** غرسـتـه كـفُّ الغـدر بيـن قِـبَـابـي؟
أخَـواي في البـلد الـحــرامِ وطيــبةٍ *** يتـرقبـانِ على الطريــــقِ إيـابـــي
يتسـاءلان متـى الرجــوع إليهـما *** يا ليـتني أستطيع ردّ جــــوابِ
وَأنـا هُـنا في قبـضـــة وحشيّــــة *** يقـف اليـهوديُّ العـنيـدُ ببــــابـي
في كـفّـــه الرشـــاش يُـلقي نـظرة *** نـارية مســــمـومـةَ الأهـــــدابِ
يـرمي بـه صـــَدرَ المــصلّي كلُــما *** وافـى إليّ مـطهّــــرَ الأثـــــوابِ
وإذا رأى في ســاحتي متـــوجّـهـاً للـهِ ، أغلـقَ دونَـه أبـــوابـــــي
يا ليـتني أسطيــعُ أن ألقـــاهمـا *** وأرى رحـابَـهمــا تــضمُّ رحابـــي
أَوَلـستُ ثـالثَ مســجـديــنِ إليهما *** شـُـدّتْ رِحــالُ المســــلم الأوّابِ؟
أبيات من قصيدة الأقصى يناديكم
للشاعر:عبد الرحمن العشماوي
في هذه الحلقة من حلقات التعريف بالمسجد الأقصى المبارك
سنتعرّف على ركنٍ هامٍّ يحرصُ المسْلمون على وجوده في أي مسجد يقومون ببنائه
وهو أماكن الوضوءِ ومياه الشُّرب
في المسٍجد الأقْصى العديدُ من الأسْبلة ،
التي يرجعُ تاريخُها إلى العصْرين الأيُّوبي والمَمْلوكي
واسْتُحدث الكثير منها أيضاً في العصر الحديث
فـ زُوِّدتْ بصنابيرَ المياه والثلاجات
أسبلة المسجد الأقصى
هذه فلسطين التيِّ لمْ ولن تضْعُف أمام قوى الظُّلمِ والعدوان
رغم كل الصُّعوبات والعقبات في سبيلِ وصولهم للصلاة
في المسجد الأقصى الا أنَّهم وصلوا ....
من فوقِ الأسلاك الشائِكة والجدْران الشَّاهقة
رغمَ المِحن ، ورغْمَ الألم ، سيبْقى الأمل
فإن كانت تتَوجَّه قلوبُنا وأرواحُنا إليه....
وإن امتلأتْ عيونُنا بالدمع حُزْناً عليه...
سيبقى الأقصى القضيًّةُ الحيَّةُ في ضميرِ كلِّ مسلمٍ غيور
اللهمَّ احفظْ المَسْجدِ الأقْصى من أيدي الغاصبين واجْعلْه شامِخا عزيزاً إلى يومِ الدِّين